من الآيات ما يختار ويتناولها فيه تفسيرا وشرحا وحتى عناوين البحاث تبدو فيها العصرية.
بقي أن أقول إن الكتاب مليء بالأمثلة على الانحراف في التفسير؛ فما الذي أذكر وما الذي أدع. أأذكرها كلها وإذا لو فعلت لجاء في كتاب كامل، وقد كفيت هذان أو أذكر بعضها ففيه مرادي هنا من ضرب المثل للتفسير المنحرف للمفسر القاصر. وعلى هذا الخير أكتب فعذرا إذا لم أستوف وأستوعب.
خلق الإنسان:
من أهم القضايا التي خاض فيا الدكتور مصطفى في كتابه مسألة خلق الإنسان؛ بل خلق آدم وحواء -عليهما السلام- وهو أمر لا شك أنه غيبي لا سبيل إلى إدراكه ومعرفته إلا عن طريق الوحي.
وقد بسط القرآن الكريم الحديث عن ذلك في آيات شتى. علينا أن نؤمن بها ولا نصرفها بما لا تحتمله ألفاظها حتى توافق نظرية علمية ما زالت تتأرجح يمنة ويسرة إن لم تكن قد سقطت.
وقد أفاض الدكتور الحديث عن هذه المسألة وأطال وأصاب فيه وأخطأ ورجع في طبعات الكتاب الأخيرة "دار المعارف" عن أقوال سجلها في طبعاته الأولى "طبعة القاهرة" وهو أمر نشكره عليه وندعو الله أن يزيده إيمانا ورجوعا إلى الحق.
وبدأ الدكتور حديثه بذكر قصة داروين وطوافه حول العالم وجمعه العينات من البر والبحر وملاحظاته وتأملاته، ثم ذكر بعضا من ملاحظات داروين أعقبها بتساؤل: "هل الحكاية أن الحيوانات أصلها واحد ثم تطور هذا الأصل وتباين واختلف إلى هذه الفصائل المتباينة بسبب تباين الظروف والبيئات والحيوانات التي دبت على الأرض طورت لنفسها أرجلا.
والتي نزلت إلى البحر تحورت فيها الأرجل إلى زعانف، والتي طارت في الجو تحورت فيها الأطراف إلى أجنحة.