وعجبت ثالثة وأنا أنظر في كتب التفسير في العصر الحديث أبحث فيها عن تفسير أولي بالمأثور اهتماما كبيرا أو اختص به فما وجدت ووجدت فيما وجدت تفاسير تتعامل مع التفسير المأثور كما تتعامل مع علوم أخرى حينا تورده وحينا تهمله أو تنساه أو تجهله وهل يجهل المفسر السنة؟!! هذا ما حدث!!.
ووجدت فيما وجدت تفاسير تأتي بما يخالفه ووجدت فيما وجدت تفاسير تفسر بمعناه من غير أن ترويه ووجدت ووجدت أشكالا وألوانا من التعامل مع التفسير بالمأثور؛ لكن لم أجد من يوليه حقه من الاهتمام ويلتزمه في كل موضع من مواضعه التي ورد فيها.
حتى تلك التفاسير التي تحمل عناوين التفسير بالمأثور لا نراها تلتزمه حتى وإن سميت بـ "التفسير القرآني" للقرآن بل جاوز هذا أحدهم فبث إلحاده في تفسير سماه -كيدا ومكرا- "الهداية والعرفان في تفسير القرآن بالقرآن" وتعلق بهذه التسمية بعض أرباب المذاهب والفرق الضالة ليموهوا على الناس الحق فسموا تفسيرهم "الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن والسنة" وما حشاه صاحبه إلا بالآراء المبتدعة والروايات الموضوعة!!.
وأكثر من رأيته يهتم بهذا المنهج في التفسير الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى في تفسيره "أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن" فقد أولاه عناية واهتماما كبيرين وفاق بهما أقرانه ويليه بفارق كبير الأستاذ محمد رشدي حمادي في تفسيره "الموجز في تفسير القرآن الكريم المصفى: الجامع بين صحيح المأثور وصريح المعقول" كما وصفه صاحبه في عنوانه.
والأمة الإسلامية في العصر الحديث بحاجة إلى تفسير يعنى بالتفسير بالمأثور بالقرآن وبالسنة يورد الآية القرآنية ويورد بعدها ما يفسرها من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وينطلق بعدهما لبسط ما تدل عليه من معانٍ وما ترسمه من حقائق.
الأمة الإسلامية بحاجة إلى هذا النوع من التفسير يورد فيه ما صح من