للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعض الأقوال القليلة النادرة ولم يكن ذلك عن عجز عن الكتابة، وإنما كان مقصودا لنشر الفكرة الإصلاحية التي يسعى إليها وليحمل الخصوم على قبولها والقناعة بها من أقوال أئمة لا يستطيعون أن يردوا عليها١.

والحق أن الشيخ القاسمي -رحمه الله تعالى- كثيرا ما يعتمد على النقل, نضرب لذلك مثلا في بيان المحكم والمتشابه في الآية السابعة من آل عمران, اكتفى -رحمه الله تعالى- بنقل نص لابن تيمية -رحمه الله تعالى- في ٣٢ صفحة ثم بنص لابن المرتضى اليماني صاحب كتاب: "إيثار الحق على الخلق" في ١٢ صفحة ولم يكن له إلا الربط بين النصين, ولا يعد هذا عيبا إذ لم يكن هدفه -رحمه الله تعالى- التأليف، بل كان هدفه الإصلاح ونشر الحق بين الناس وإزالة البدع والمنكرات, وتحت ظلال هذه الأهداف فإن الأمر سيان بين أن يأتي بكلام من عنده، أو بكلام غيره ما دام يعتقده حقا ويعتقده صوابا، بل الثاني أولى لما ذكره الأستاذ سامي.

نماذج من تفسيره:

الأسماء والصفات:

أفرد القاسمي -رحمه الله تعالى- في المجلد الأول بيانا في أن الصواب في آيات الصفات هو مذهب السلف أورد فيه نقولا لبعض العلماء في إثبات ذلك, فنقل الباب الثاني في إقامة البرهان على أن الحق مذهب السلف من كتاب "إلجام العوام عن علم الكلام" للإمام الغزالي ثم نقل ما وصفه بالقول الشامل في هذا الباب ما قاله الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- ثم نقل عن الأوزاعي من كتابي الأسماء والصفات للبيهقي والسنة لأبي بكر الخلال, ثم نقل شرح ابن القيم لحديث: "فرح الله بتوبة عبده" من كتابه: طريق الهجرتين.

ولئن كان -رحمه الله تعالى- ينقل هذه النصوص نقل المستشهد المؤيد, فإني لم أعتبرها رأيا له مع أن من يفعل فعله فينقل نقل المستشهد المؤيد إنما عبر


١ الأدب العربي المعاصر في سورية: سامي الكيالي ص١٥٥-١٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>