للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعمر وتقديمهما وقدمت الآن وهم يقولون ويقولون ولا والله ما أدري ما يقولون"١. ولما سأل سائل شريك بن عبد الله -الذي أخرج له البخاري ومسلم وغيرهما- فقال له: أيهما أفضل أبو بكر أو علي؟ فقال له: أبو بكر، فقال له السائل: تقول هذا وأنت شيعي؟ فقال له: نعم ومن لم يقل هذا فليس شيعيا والله لقد رقى علي هذه الأعواد فقال: ألا إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر فكيف نرد قوله وكيف نكذبه؟ والله ما كان كذابا٢.

ولهذا لا يستغرب وجود طائفة من أعلام المحدثين وغيرهم يطلق عليهم وصف التشيع وهم من أعلام السنة, ذلكم أن للتشيع في زمن السلف مفهوما آخر غير مفهومه لدى المتأخرين٣؛ ولهذا فرق الذهبي في ميزانه بين التشيع في عهد السلف والتشيع عند المتأخرين فعد الأول بدعة صغرى لا يرد معها الحديث ولو رد لذهبت جملة من الآثار النبوية، وعد الثاني بدعة كبرى كالرفض والغلو فيه والحط على أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- فهذا النوع لا يحتج بهم ولا كرامة٤.

وكما مر بنا, فإن تعريف ابن حزم الذي نقلناه آنفا لا يدخل فيه الشيعة في عصر السلف فهو مختص بمن بعدهم؛ ولذا فإنا نراه هو الأقرب للصواب, والله أعلم.


١ المرجع السابق ص٣٦٠.
٢ منهاج السنة: ابن تيمية ت محمد رشاد سالم ج١ ص٧ و٨.
٣ فكرة التقريب بين أهل السنة والشيعة: رسالة ماجستير مسحوبة على الإستنسل للشيخ ناصر القفاري ج١ ص١١٥.
٤ ميزان الاعتدال لأبي عبد الله محمد بن أحمد الذهبي ج١ ص٥ و٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>