للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الخوئي: إن القول بعدم التحريف هو المشهور بل المتسالم عليه بين علماء الشيعة ومحققيهم١.

وقال محمد الحسين آل كاشف الغطاء: "يعتقد الشيعة الإمامية ... أن الكتاب الموجود في أيدي المسلمين هو الكتاب الذي أنزله الله إليه للإعجاز والتحدي ولتعليم الأحكام وتمييز الحلال من الحرام وأنه لا نقص فيه ولا تحريف ولا زيادة, وعلى هذا إجماعهم ومن ذهب منهم أو من غيرهم من فرق المسلمين إلى وجود نقص فيه أو تحريف فهو مخطئ نص الكتاب العظيم: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} والأخبار الواردة من طرقنا أو طرقهم الظاهرة في نقصه أو تحريفه ضعيفة شاذة وأخبار آحاد لا تفيد علما ولا عملا, فإما أن تؤول بنحو من الاعتبار أو يضرب بها الجدار"٢.

وقال السيد محسن الأمين: "إن كتب المحققين ومن يعتنى بقولهم من علماء الشيعة مجمعة على عدم وقوع التحريف في القرآن, لا بزيادة ولا نقصان"٣.

ولسنا بحاجة هنا إلى أن نسوق النصوص الكثيرة في إنكارهم تحريف القرآن أو نسبة ذلك إلى الشيعة, وإن القارئ لتصيبه الحيرة مما تقول هذه الطائفة منهم وإذا ما علم أن من عقائدهم التقية لم يجد بدا من حمل إنكارهم هذا على تلك العقيدة, ذلك أن تواتر الروايات عندهم في تحريف القرآن مما لا يمكن إنكاره.

ولنعد هنا قولين من أقوال علمائهم لا نزيد عليهما, قال شيخهم نعمة الله الجزائري: "إن القول بصيانة القرآن وحفظه يفضي إلى طرح الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن ... مع أن أصحابنا -رضوان الله عليهم- قد أطبقوا على صحتها والتصديق بها"٤.


١ البيان: ص٢٠٦.
٢ أصل الشيعة وأصولها: محمد حسين آل كاشف الغطاء ص٦٣ و٦٤.
٣ الشيعة بين الحقائق والأوهام: السيد محسن الأمين ص١٦٠.
٤ الأنوار النعمانية: نعمة الله الجزائري ٢/ ٣٥٧ و٣٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>