للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القائم -عليه السلام- في غيبته مثل إبليس في امتناعه من السجود لآدم"١.

ومن ذلك أنهم جعلوا انتظاره أصلا من أصول الدين, رووا عن أبي جعفر: "والله لأعطينك ديني ودين آبائي الذي تدين الله به: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ... وانتظار قائمنا"٢.

ورتبوا على هذا عدم وجوب صلاة الجمعة؛ لأنها لا تجب إلا مع الإمام ويقولون: "الجمعة والحكومة لإمام المسلمين"٣، ويقول الخميني: "تجب صلاة الجمعة في هذه الأعصار مخيرا بينها وبين صلاة الظهر والجمعة أفضل والظهر أحوط وأحوط من ذلك الجمع بينهما"٤. وما رأيت تخبطا مثل هذا التخبط كيف تجب الجمعة ثم يخير بينها وبين الظهر؟! ثم كيف تكون الجمعة أفضل والظهر أحوط؟! وهل الاحتياط في ترك الأفضل؟! ثم كيف يجمع بينها وبين الظهر؟! فهي إما صحيحة فلا يصلي معها ظهرا أو باطلة فلا يصليها أصلا, ولكنه أراد أن يقول بإسقاطها بدليل إباحته البيع بعد الأذان مخالفا نص القرآن الكريم فيقول: "لا يحرم البيع يوم الجمعة بعد الأذان في أعصارنا مما لا تجب الجمعة فيه تعيينا"٥.

أما تعسفهم في تأويل آيات القرآن الكريم لتوافق رأيهم في مهديهم المنتظر فكثير ذلك، بل إن أحدهم وهو صادق الحسيني الشيرازي ألف كتابا في ذلك أسماه: "المهدي في القرآن" ذكر فيه الآيات الكثيرة زعم أنها في المهدي. قال في مقدمته: "وبعد: فهذه عشرات من الآيات القرآنية البينات التي نزلت تفسيرا أو تأويلا أو تنزيلا أو تطبيقا أو تشبيها في ثاني عشر أئمة أهل البيت ولي أمر الله الإمام المهدي المنتظر عليه السلام ... وعجل الله فرجه الشريف"٦. ولقوة


١ المرجع السابق: ص١٣.
٢ الكافي "عن منتخب الأثر: لطف الله الصافي ص٤٩٩".
٣ منهاج الكرامة: ابن المطهر الحلي ج٢ ص٦٩.
٤ تحرير الوسيلة: الخميني ١/ ٢٣١.
٥ تحرير الوسيلة: الخميني ١/ ٢٤٠.
٦ المهدي في القرآن: صادق الحسيني الشيرازي ص٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>