للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَحْذَرُونَ} ١. فقد أورد رواية تقول: "إن فرعون وهامان هنا شخصان من جبابرة قريش, يحييهما الله تعالى عند قيام القائم من آل محمد في آخر الزمان, فينتقم منهما بما أسلفا". وقد علق على هذا قائلا: "أقول إذن: تكون هذه الآية الكريمة محققة في عصر الإمام المهدي -عليه السلام- ومن علامات ذلك العصر وسمات ذاك الزمان"٢.

وزعم -ولبئس ما زعم- أن المهدي سيتحقق على يديه ما لم يتحقق على أيدي الأنبياء من قبله، بل عجزوا عنه حيث قال في تفسير قوله تعالى: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} ٣. قال المؤلف: "روى الحافظ القندوزي "الحنفي" ... عن جعفر الصادق -رضي الله عنه- في قوله تعالى: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} يقول: إذا أقام "القائم المهدي" لا يبقى أرض إلا نودي فيها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله "أقول" يعني أن هذه الآية الكريمة إشارة إلى عهد "المهدي" المنتظر -عليه السلام- إذ في زمانه الكلمة كلها لله على وجه الأرض كلها؛ لأن كل من في الأرض يسلم ويخضع لله تعالى ولم يتم هذا حتى اليوم لا في عهد الأنبياء السابقين -عليهم السلام- ولا في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا في عهود بعده أن يكون كل من على وجه الأرض مسلما لله خاضعا لدين الله {طَوْعًا وَكَرْهًا} ٤.

ولم ينفرد بهذا الزعم الباطل, فقد ذهب إليه الخميني في كلمة وجهها في ١٥ شعبان "١٤٠٠هـ" من إذاعته في طهران٥, وقد استنكرت بعض الصحف الإسلامية ذلك وأصدرت رابطة العالم الإسلامي بيانا بهذا الصدد٦.


١ سورة القصص: من الآية ٦.
٢ المهدي في القرآن: ص ١٤٤.
٣ سورة آل عمران: الآية ٨٣.
٤ المهدي في القرآن: ص٢١.
٥ جريدة الرأي العام الكويتية ١٧ شعبان ١٤٠٠هـ.
٦ جريدة المدينة المنورة ٤ رمضان ١٤٠٠هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>