للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبالآية "١٩٥" من سورة البقرة: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} ١.

أما منزلة التقية عندهم فبينها أحد معاصريهم فقال: "روي عن صادق آل البيت -عليه السلام- في الأثر الصحيح: "التقية ديني ودين آبائي" و"من لا تقية له لا دين له"، وكذلك هي لقد كانت شعارا لآل البيت -عليهم السلام- دفعا للضرر عنهم وعن أتباعهم, وحقنا لدمائهم واستصلاحا لحال المسلمين وجمعا لكلمتهم، ولمًّا لشعثهم"٢.

وفي التفسير لقوله تعالى: {إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} ٣، قال الطباطبائي: "وفي الآية دلالة ظاهرة على الرخصة في التقية على ما روي عن أئمة أهل البيت عليهم السلام ... وبالجملة الكتاب والسنة متطابقان في جوازها في الجملة والاعتبار العقلي يؤكده"٤, يقول: "أقول: والأخبار في مشروعية التقية من طرق أئمة أهل البيت كثيرة جدا, ربما بلغت حد التواتر"٥.

ونقل في تفسيره ما ورد في الصافي عن كتاب "الاحتجاج عن أمير المؤمنين -عليه السلام- في حديث: "وآمرك أن تستعمل التقية في دينك فإن الله يقول "!! " وإياك ثم إياك أن تتعرض للهلاك وأن تترك التقية التي أمرتك بها, فإنك شائط بدمك ودماء إخوانك ... ""٦.

وللتقية عندهم حدود يبين بعضها الخميني فيقول في رواية سابقة عن الإمام الصادق "ع": ترون أن الإمام بالرغم من ظروف التقية المحطية به وفقدانه للسلطة يبين للمسلمين أو يعين لهم الحاكم والقاضي ويأمرهم بالرجوع والتحاكم إليه"٧.


١ الشيعة في الميزان: محمد جواد مغنية ص٥٠.
٢ عقائد الإمامية: محمد رضا المظفر ص١١٤.
٣ آل عمران: من الآية ٢٨.
٤ الميزان في تفسير القرآن: محمد حسين الطباطبائي ج٣ ص١٥٣.
٥ المرجع السابق: ج٣ ص١٦٣.
٦ المرجع السابق: ج٣ ص١٦٢ و١٦٣.
٧ الحكومة الإسلامية: الخميني ص١٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>