للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا الدكتور محمد الصادقي يفسر قوله تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ، بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ} ١، بقوله: "أقول: فقد اتصل بحر النبوة بفاطمة الصديقة بنت النبي صلى الله عليه وسلم ببحر الإمامة علي "ع", بحران ملتئمان متلاقيان، بينهما برزخ الرسالة القدسية المحمدية، إذ اتصل بحر الإمامة والنبوة روحانيا مسبقا، أن تربى علي في حجر النبي وفي جو الوحي والتنزيل، ثم اكتمل الاتصال الروحاني بوصلة جسمانية في زواج علي بفاطمة والنبي هو البرزخ بين البحرين إذ جمع الولاية والنبوة، وعلي له الولاية دون النبوة والوحي، وفاطمة هي بضع النبوة، دون الرسالة والإمامة والخارج منهما اللؤلؤ والمرجان: الحسنان هما مجمع الولاية روحانيا والنبوة نسبيا"٢.

وقال الطباطبائي: "وفي الدر المنثور أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ} قال: علي وفاطمة, {بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ} ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} ، قال: الحسن والحسين". "أقول" ورواه أيضا عن ابن مردويه عن أنس بن مالك مثله، ورواه في مجمع البيان عن سلمان الفارسي وسعيد بن جبير وسفيان الثوري. وهو من البطن"٣.

وقال بهذا أيضا من المعاصرين محمد حسين الكاشف الغطاء حيث قال في تفسيرها: "علي بحر نور الإمامة, وفاطمة بحر نور النبوة والكرامة"٤.

وقال محمد الصادقي في تفسير قوله تعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} ٥: "ما يتوجه به إلى الله: ذوات قدسية ربانية، منهم باقون؛ لأنهم منه "!! " وهم عند الله: {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} ٦، فهو هنا انصرف عن المعنى المتبادر الظاهر


١ سورة الرحمن: الآيتان ١٩ و٢٠.
٢ الفرقان في تفسير القرآن: محمد الصادقي ج٢٧ ص٣٢.
٣ الميزان ج١٠ ص١٠٣.
٤ حياة الإمام الحسن بن على: باقر شريف القرشي، تقديم محمد حسين آل كاشف الغطاء.
٥ الرحمن: ٢٧.
٦ الفرقان في تفسير القرآن: محمد الصادق ج٢٧ ص٣٥ و٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>