للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ ... } الآية١، قال الشيرازي: "لا منافاة بين ورود تأويل هذه الآية تارة من الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "عليهما "كذا" السلام" وتارة في أصحاب الإمام المهدي المنتظر "عليه السلام" وذلك لأن عليا القائم مع أصحابه, كلاهما مصدقان لهذه الآية.. وكم لمثل ذلك من نظائر في القرآن, فالقرآن ظاهر وباطن وتنزيل وتأويل وتفسير ومعنى"٢.

وهذا الدكتور محمد الصادقي يقول في تفسير قوله تعالى: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} ٣: "والوتر بين الأوصياء الأوفياء هو علي عليه السلام والشفع الحسنان عليهما السلام"، ويقول: "أقول: وقد وردت روايات أخرى في تأويل الشفع والوتر كلها من باب التطبيق، تشملها الآية الكريمة"٤.

أما الليالي العشر عنده, فيورد ما جاء في البرهان عن الصادق "ع" قال: والفجر هو القائم والليالي العشر الأئمة من الحسن إلى الحسن والشفع أمير المؤمنين وفاطمة والوتر هو الله وحده لا شريك له، والليل إذا يسر هي دولة حبتر فهي تسري إلى دولة القائم، ثم يقول: "أقول: وهذا تأويل لطيف لا ينافي تفسيره بغيره, فالليالي العشر هم الأئمة العشرة اعتبارا بما ظلموا وأظلمت عليهم حياتهم"٥.

وفي قوله تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ} ، وقوله سبحانه: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} يقول: "ومن باب الجري والتأويل قد يشمل البحران واللؤلؤ والمرجان بحري النبوة والإمامة, بحري عذب فرات لا ملح ولا أجاج"٦.


١ سورة المائدة: من الآية ٥٤.
٢ المهدي في القرآن: صادق الشيرازي ص٣٩ و٤٠.
٣ سورة الفجر: الآية ٣.
٤ الفرقان: ج٣٠ ص٣٠٨.
٥ تفسير الفرقان: ج٣٠ ص٣٠٦.
٦ الفرقان ج٢٧ ص٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>