للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إنما هي للأعضاء التناسلية فقد كانت محجوبة عنهما بنور البراءة والتقى, فظهرت بظلام الإثم والمخالفة قوله: {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ} إشارة إلى الحجاب الذي أملاه الخزي الذي صاحب الخطيئة"١.

ويظهر في تفسيره هذا تخبطه في عقيدة الإيمان بالله وتفسيره الباطني الذي يصله بأصول فرق الباطنية وأحسب أن أمر بطلان هذا التفسير واضح بين لا يحتاج القارئ لمثل هذا البحث إلى إيراده؛ لأن إبطاله وهدمه معلوم من الشريعة بالضرورة, وتنكره الأصول قبل الفروع.

الحجاب:

وهو يزعم أن الأصل في الإسلام السفور وليس الحجاب, ويقول: "الحجاب ليس أصلا في الإسلام والأصل في الإسلام السفور؛ لأن مراد الإسلام العفة وهو يريدها عفة تقوم في صدور النساء والرجال لا عفة مضروبة بالباب المقفول, والثوب المسدول"٢.

ويفسر قوله تعالى عن آدم وحواء -عليهما السلام- لما أكلا من الشجرة وبدت لهما سوآتهما: {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ} بقوله الذي نقلناه آنفا: "إشارة إلى الحجاب الذي أملاه الخزي الذي صاحب الخطيئة, وقد تحدثنا عن ذلك في موضعه من كتابنا "الرسالة الثانية من الإسلام" تحت عنوان "الحجاب ليس أصلا في الإسلام"٣.

وإذا رجعنا إلى الموضع الذي أشار إليه وجدناه يقول هناك: "فأخذا يستران عوراتهما بورق التين يومئذ بدأ الحجاب, فهو نتيجة الخطيئة وسيلازمها حتى يزول بزوالها إن شاء الله -هكذا يقول ويتمنى- ومن ذلك قوله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ} ، وهو يعني قد خلقناكم


١ تطوير شريعة الأحوال الشخصية: محمود طه ص٦٤-٦٦ باختصار.
٢ القول الفصل في الرد على محمود طه: حسين زكي ص١١٦؛ عن الرسالة الثانية: محمود طه ص١٢٩.
٣ تطوير شريعة الأحوال الشخصية: محمود طه ص٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>