للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} ١، ٢.

ثم قالوا: "فمن حاد عن نهجهم فقد رمى نفسه في لجة لا يرى خلاصه منها أبدا، ومعنى جد الله عظمته وجنبه أمره كما صرح به العلماء, والمكر عقوبتة واستوى على العرش معناه القهر والغلبة ... ووجهه تعالى ذاته"٣.

وقالوا: "إنه موجود بغير مشاهدة، قديم بلا بداية أوجد منها نفسه, دائم بلا نهاية، حي قيوم لا تأخذه سنة ولا نوم، عالم بما كان وما يكون، لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ولا يخفى عليه شيء في الظلمات, قادر بلا تكلف متكلم بلا لسان، سميع بلا آذان بصير بلا حدقة ولا أجفان, إله كل شيء وخالقه وإليه منتهاه، اخترع الخلق من غير مثال, سبحانه من قادر حكيم بفعل ما يشاء ويحكم ما يريد"٤.

إنكار الرؤية:

مذهبهم في الرؤية الإنكار بشدة حيث قالوا: "لا يخفى أن القول بالرؤية يهدم التوحيد من أساسه، ويقضي عليه من أصله فإن الرؤية توجب الحلول والله منزه عنه وتثبت التحيز، وتقرر الظرفية وتحقق التلون، وتقضي بالجهة ونحو ذلك، فهذه كلها قوادح في صحة الألوهية يتعالى الله عز وجل عنها، ولم تبق صفة من الصفات الإلهية ثابتة على أساسها ولا قائمة على قواعدها، فالذي يرى لا يصلح أن يكون ربا "!! " فإن الرؤية للمخلوقات، ورب الأرض والسموات منزه عنها، والتكييف لا يليق بجلال الله وعظمته وهو من لوازمها والتمييز للذات العلية غير ممكن، والقائل بالرؤية مخطئ خطأ لا يغتفر أو يتوب إلى الله ويستغفره، وما ورد مثبتا لها فقد أنكره المسلمون "!! " وحكموا بوضعه،


١ سورة الشورى: من الآية ١١.
٢ طلقات المعهد الرياضي في حلقات المذهب الأباضي: سالم بن حمود بن شامس ص٩٩ و١٠٠.
٣ طلقات المعهد الرياضي: سالم بن حمود بن شامس ص١٠٠.
٤ المرجع السابق: ص١٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>