للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسألة الخلود:

يعتقد الأباضية أن "داخل النار من عصاة الموحدين مخلد فيها لا يخرج منها أبدا, فهو في الخلود مثل داخل الجنة, إلا أن الموحد أخف عذابا من غيره"١ وقال ناظمهم:

ومن يمت على الكبير عُذِّبا ... وذاك في القرآن حكما وجبا

........................ ... ........................

لكنه في النار قطعا يخلد ... فهو بها معذب مؤبد

خروجهم في الذكر قد نفاه ... ربي, فيا ويل لمن يلقاه٢

وقال أحد علمائهم المعاصرين: "إن ثواب الله لعباده المؤمنين الجنة وإن عقاب الله لأعدائه النار، وإن الجنة والنار لا تفنيان، ومن اعتقد فناءهما كفر شركا؛ لأن الله قال في الجنة: {خَالِدِينَ فِيهَا} ، وكذلك قال في النار والعياذ بالله منها, في مئات من الآيات وصرح جل وعز بذلك فالثواب والعقاب أبديان، وكذلك ثبت في السنة النبوية, إذ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار, جيء بالموت فيذبح بين الجنة والنار وينادي منادٍ: يا أهل الجنة خلود ولا موت, ويا أهل النار خلود" ٣. وعلى هذا عقيدة الأباضية متابعة القرآن وسنة المصطفى من آل عدنان صلى الله عليه وسلم، ومن خالف هذه العقيدة متأولا فهو فاسق ضال منافق كافر نعمة، ومن خالفها بغير تأويل فهو كافر شركا"٤.


١ مختصر تاريخ الأباضية: أبو الربيع سليمان الباروني "أباضي" ص٦٥.
٢ جوهر النظام في علمي الأديان والأحكام: عبد الله بن حميد بن سلوم "أباضي" ج١ ص١٢.
٣ صحيح البخاري, كتاب التفسير ج٥ ص٢٣٦؛ وصحيح مسلم, كتاب الجنة ج٤ ص٢١٨٩.
٤ الحقيقة والمجاز: سالم بن حمود بن شامس السيابي "أباضي معاصر" ص٢٩ و٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>