للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهم ينكرون ما قال به المعتزلة من أن مرتكب الكبيرة قد خرج من الإيمان بكبيرته ولم يدخل الكفر لإقراره بشهادة: أن لا إله إلا الله, وإنما هو في منزلة بين المنزلتين, ينكر الأباضية هذه المنزلة حيث يقول ناظمهم في "باب في الكفر":

من لم يكن متقيا لله ... فهو أخو كفر بلا اشتباه

لأنه ما بينهن منزله ... كذاك في القرآن ربي أنزله

وكشفه بأن تقسمنه ... للشرك والنعمة فأفهمنه١

والخلاصة عندهم: أن الدرجات عندهم إيمان, كفر نعمة كفر شرك.

الميزان والصراط:

ويرى جمهور الأباضية أن الميزان ليس بحسي والله غني عن الافتقار إليه, وإنما هو تمييز معنويللأعمال: {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ} ٢ كيف والأعمال ليست بأمور محسوسة حتى توزن بميزان من نوعها والصراط أيضا ليس بحسي, وإنما هو دين الله الحق وطريقه القويم, فمن اتبعه فاز ونجا ومن حاد عنه خسر وهوى، ومن الأباضية من يجيز أن يكون الميزان والصراط حسيين٣.

الولاية والبراءة:

تعتقد الأباضية أن كلا من الولاية والبراءة تنقسم إلى قسمين: ولاية أشخاص وولاية جملة, وكذا البراءة براءة الأشخاص وبراءة الجملة قالوا: "ولا يخفى أن الولاية والبراءة تجبان للأفراد كما تجبان للجماعة, ومن خصهما بالجماعة دون الأفراد وقع في قصور وتقصير"٤.

ومن ولاية الأشخاص ولاية أم موسى وامرأة فرعون وكذلك مؤمن آل فرعون والرجل الذي جاء من أقصى المدينة يسعى.


١ طلقات المعهد الرياضي: سالم بن حمود بن شامس "أباضي" ص٨٦.
٢ سورة الأعراف: من الآية ٨.
٣ مختصر تاريخ الأباضية ص٦٦ و٦٧.
٤ طلقات المعهد الرياضي: سالم بن حمود بن شامس ص١١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>