للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منها عند حديثنا عما يقدمه عند تفسيره لكل سورة من بيان فوائد السورة وما يستطيب بها لأجله.

ثالثها: أدى به ذلك إلى الإطناب فيما أبهم في القرآن الكريم كالحروف المقطعة في أوائل السور, فإنه يورد في تفسير ذلك أقوالا عديدة استغرقتها الصفحات "من ١٦٥ إلى ص١٨٣" ولا أرى كبير فائدة في إيراد هذه الأقوال أو بعضها ما دامت لا تقوم على دليل صحيح, ومع هذا فإني سأورد الرأي الذي مال إليه وأكتفي بإيراده عن إيراد ما عداه قال: "وكنت أشبه المقام بمقام من أراد أن يتكلم لمن استغرق قلبه في شيء فيقدم إليه ما يصغي به إلى الكلام كأن يجيده أو يغمز بدنه أو يقرعه بالحصى، ومن ذلك الوادي أن تشير إلى من كان في كلام دنيوي بالبسملة تنبيها على أن يقر، ثم رأيت عن الجويني ما يناسبه إذ قال: القول بأنها تنبيهه١ جيد؛ لأن القرآن كلام عزيز وفوائده عزيزة، فينبغي أن يرد على سمع متنبه فكان من الجائز أن يكون الله قد علم في بعض الأوقات كون النبي -صلى الله عليه وسلم- في عالم البشر مشغولا, فأمر جبريل بأن يقول عند نزوله: {الم} {الم} {حم} ليسمع النبي -صلى الله عليه وسلم- صوت جبريل فيقبل عليه ويصغي إليه، وإنما لم تستعمل الكلمات المشهورة في التنبيه كألا وأما؛ لأنها من الألفاظ التي تعارفها الناس في كلامهم والقرآن كلام لا يشبه الكلام, فناسب أن يؤتى فيه بألفاظ تنبيه لم تعهد؛ لتكون أبلغ في قرع سمعه. انتهى"٢.

لكني أذكر, فأشكر للمؤلف أنه ذكر تفسير السلف لهذه الأحرف في تفسيره الآخر: تيسير التفسير حيث قال: " {الم} الله هو العالم بمعناه وبمعنى {المص} ، و {المر} ، {الر} .. وأذكر ما قيل"٣ ثم ذكر قولا واحدا.

ومن أسس منهجه: تفسير القرآن بالقرآن:

وهذا ولا شك أصح طرق التفسير وأولاها, والمؤلف كثيرا ما يذكر تفسير


١ كذا وردت, ولعلها: "تنبيهية".
٢ هميان الزاد ج١ ص١٧١ و١٧٢.
٣ تيسير التفسير ج١ ص١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>