للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجماعة والسواد الأعظم وهم أهل السنة, ولو كانوا أقل الناس؛ لأنهم المصيبون في أمر التوحيد وعلم الكلام والولاية والبراءة والأصول دون غيرهم, وأما الفروع فقولهم فيها أصح لأدلته, لكن قد يشاركهم غيرهم في الصحة فيما خالفهم, ثم اطلعت بعد ذلك بنحو عامين على ما ذكرته ووجدته نصا للثوري, قال الشعراني: كان سفيان الثوري يقول: المراد بالسواد الأعظم هم من كان من أهل السنة والجماعة ولو كان واحدا, والحمد لله والشاهد في قوله: ولو كان واحدا مع حقيقة قوله: أهل السنة والجماعة الصادقة على أصحابنا ولو أراد هو أهل المذاهب الأربعة وهم أهل أهواء"١!!

موقفه من المذاهب الأخرى:

جرى المؤلف على إطلاق لقب "أصحابنا" ويريد به أتباع المذهب الأباضي. أما أهل السنة والجماعة فيسميهم"القوم" أو "قومنا" ويطلق عليهم غالبا التقسيم الفقهي: "الحنفية والشافعية والمالكية والحنبلية" فيقول مثلا وهو يبحث في العقيدة لا الفقه: "لا كما قالت المالكية والشافعية والحنابلة والحنفية"٢. يقول هذا تهربا من إطلاق وصف أهل السنة، أما إذا أراد أن يذكر هذا اللقب فإنه يقول: "ووافقنا على ذلك محققو المتسمين بأهل السنة"٣؛ لأن أهل السنة عنده -كما مر آنفا- هم الأباضية.

وهو مع هذا يخصهم بمزية من بين المذاهب الأخرى, فهو يقدم أقوال أهل السنة بقوله: "قالوا" أو "وقال" أما بقية المذاهب الأخرى فيقدم أقوالهم بالزعم فيقول: وزعمت المرجئة، وزعمت المعتزلة وزعمت الشيعة وزعمت الصفرية ونحو ذلك٤, وهو أحيانا يتجاوز هذا كله ويتعصب ضدهم بشدة ويصف أهل المذاهب الأربعة بأنهم أهل أهواء٥ ولكن هذا في تفسيريه قليل.


١ هميان الزاد: ج٢ ص٤٤٥ و٤٥٦.
٢ هميان الزاد: ج١ ص٢٠٤.
٣ المرجع السابق: ج١ ص٢٠٢.
٤ انظر مثلا هميان الزاد: ج١ ص٢٠٤؛ وج٥ ص٣٧٦.
٥ هميان الزاد: ج٢ ص٤٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>