للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قراءتكم إلى قراءتهم, ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء" ١. فيعلق أطفيش على هذا الحديث بقوله: "فلعل الحديث فيمن رضي بالتحكيم بعد زمان علي من المخالفين الفائقين في العبادة المصوبين للتحكيم الذي أخذوا به وفي الصفرية ونحوهم"٢. ثم أضاف حديثا آخر خصهم به فقال: "ومن ذلك ما روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول وأهوى بيده إلى العراق: "يخرج منه قوم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم, يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية" ٣ هذا نفس الحديث فأخطأ سهل بن حنيف في تأويله هذا الحديث بمن لم يرض الحكومة وإنما هو في الصفرية٤, وهو كثيرا ما يرد أقوالهم وينكر عليهم ويذمهم٥.

الصوفية:

أما التصوف والصوفية وتفسيرها, فقد أنحى عليهم باللائمة وذمهم ولم يعذرهم, وأعلن أنه لا يقبل شهادتهم ويتقرب إلى الله ببغضهم والبراءة منهم, وأن تفاسيرهم لم يأذن الشرع بها، بل يضعف الأقوال بمقدار قربها من تفسير الصوفية, ولعلي أكتفي بعد هذه المقدمة بسوق النصوص.

قال في تفسير قوله تعالى: {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُون} ٦: "وقيل: المعنى: ومما خصصناهم به من أنوار معرفة الله جل وعلا يفيضون, وهذا القول الذي قبله٧ أظنهما للصوفية أو لمن يتصوف وليس تفسير الصوفية عندي مقبولا إذا خالف الظاهر وكان تكلفا أو خالف أسلوب العربية, ولا أعذر من يفسر به ولا أقبل شهادته وأتقرب إلى الله تعالى ببغضه والبراءة منه، فإنه لو كان في نفسه


١ رواه مسلم, كتاب الزكاة, باب ٤٨ ج٢ ص٧٤٨.
٢ هميان الزاد: ج٤ ص١٨٥.
٣ صحيح البخاري, كتاب الاستتابة ج٨ ص٥٣.
٤ هميان الزاد: ج٤ ص١٨٥.
٥ انظر مثلا: هميان الزاد ج١ ص٢٠٤؛ وتيسير التفسير ج١ ص٢٥٣.
٦ سورة البقرة: من الآية ٣.
٧ هكذا وردت في الطبعتين, ولعله بالعطف أي: والذي قبله.

<<  <  ج: ص:  >  >>