للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اليتيم كالرحم روحاني وجسماني, فالجسماني من انقطع من صغره عن أبيه الجسماني، والروحاني من انقطع عن إمامه الذي هو أبوه الروحاني كما ورد تصريحا وإشارة. واليتيم عن الإمام إما بغيبته عن شهود حسه بموت وغيره أو بغيبته عن شهود بصيرته بعدم استعداد الحضور وعدم حصول الفكر الذي هو مصطلح الصوفية, فإن من لم يتمثل مثال الشيخ في صدره ولم يشاهد صورته المثالية بعين بصيرته كان منقطعا عن إمامة وحقه الخدمة والمواساة والمحبة والنصيحة التي يعطون الميثاق عليها, هذا هو اليتيم الروحاني في العالم الكبير. وأما في العالم الصغير فالقوى الحيوانية والبشرية ما لم تبلغ في التبعية للنفس إلى مقام التمتع والالتذاذ بشهود النفس لشيخها تكون يتامى ومالها وحقها التلذذ بمشتهياتها ومقتضياتها في الحلال, فإن التلذذ في الحلال جعل قسيما لتزود المعاد في الأخبار"١.

البروج والسراج والقمر:

وذلك في تفسيره لقوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا} ٢.

فسر البروج بقوله: "يجوز أن يراد بالبروج الكواكب السيارة ... أو أن يراد اللطائف النبوية والولوية المحصورة كلياتها في اثنتي عشرة غير المنتهي جزئياتها إلى حد المحدودة بحسب الأمهات إلى مائة وأربعة وعشرين ألفا أو مائة وعشرين ألفا أو مائة ألف، وأن يراد الأنبياء "على" والأولياء "على" فإنهم بتعلقهم بأبدانهم الأرضية أركان الأرض، وبتجردهم الذاتي عن أرض الطبع أركان السماء, وأن يراد الجهات الفاعلية المحيية والمميتة والمفيضة للأرزاق أو المفيضة للعلوم والمعبر عنها بإسرافيل وعزرائيل وميكائيل وجبرائيل"٣.

وفسر {سِرَاجًا وَقَمَرًا} بقوله: "والمراد بحسب التأويل من السراج لطيفة


١ بيان السعادة: محمد حيدر ج١ ص١٩٠.
٢ سورة الفرقان: من الآية ٦١.
٣ بيان السعادة: محمد حيدر ج٢ ص٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>