للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أدب الدعاء:

وهي آداب خص بها العقل والقلب والروح, بينها عند تفسيره لقوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} ١.

فقال في بيانها: "ونحن نؤمن أن هذا القرب كما يليق بنزاهة جنابه فالعقل نقول له: تأدب واعتقد أن قرب الله هو إحاطة بك وقهر لك تحت سلطانه, فلا تخرج عن الحدود والقلب نقول له: شاهد أنوار الله في آياته الدالة على أنه أقرب إلينا من كل قريب, فالأشياء قامت به وهو قيومها وهي عدم والوجود منه, فإن جاءتك نعمة فهو الموصل لها إليك بالوسائل والأسباب, ونقول للروح: شاهدي أنوار تجليه وظهور معانيه فظهور المعاني يستر المباني ويجعلها أقرب للقلب من كل روحاني وجسماني, وقد وصل العارفون إلى الله على معراج اسمه القريب, فإنهم خشعوا وتأدبوا وشاهدوه قريبا مجيبا"٢

الأولياء:

وقد خص المؤلف في تفسيره الأولياء بخصائص وأولاهم عناية كبيرة, وهذه بعض تلك المواضع:

شهادة الأولياء:

يختلف الأولياء بالشهادة عن غيرهم, فغيرهم يستشهد بالقتل في ميدان الجهاد, أما الأولياء فاستشهادهم بالقتل بسيف المحبة وسهام مخالفة النفس وسيف طلب العلم, نص على هذا عند تفسيره لقوله تعالى: {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ} ٣ حيث قال: "والأولياء لهم قدم صدق في هذه الحياة, فإن منهم من قتل بسيف المحبة, ومنهم من قتل بسهام مخالفة النفس, ومنهم من قتل بسيف طلب العلم والسهر في تحصيله والتلذذ به ونسيان


١ سورة البقرة: من الآية ١٨٦.
٢ ضياء الأكوان: أحمد سعد العقاد ج٢ ص٦١.
٣ سورة البقرة: الآية ١٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>