للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا أظن جوابه إيجابًا إذ هو يخالف الواقع، وإذا ما أجاب بالسلب قلنا: إن المهاجمين للتفسير العلمي يهاجمون الذين حشروا مؤلفاتهم بالعلم في درجته المتقلبة "النظرية"، وربطهم هذا المتأرجح يمنة ويسرة بالقرآن الكريم الثابت الراسخ.

وهو نفسه يتناول في تفسيره نظريات علمية لم تستقر، فهل يرى أو يعتقد ان هذا هو العلم الصحيح؟

اقرأ له عن حديثه عن المكان والزمان بين العلم والقرآن، وتأمل في لفظة "تعيين" التي يكررها وليست تقدير. قال مثلًا: "ولقد استخدم العلماء بعض المواد المشعة كاليورانيوم والكربون "١٤" لتعيين عمر الأرض وعمر الحياة على الأرض، كما استخدم العلماء ظاهرة تمدد الكون وإتساعه المتواصل لتعيين عمر الكون"١.

ثم انظر للجدول الذي وضعه للحوادث الكونية وزمنها، مع اعترافه بأنه زمن تقريبي، وأنه طبقًا لتصورات العلم الحديث؛ ومن هذه التواريخ التي ذكرها أن انفجار كرة الكون الأولية "البيضة الكونية" بيج بانج "!! " منذ ١٣ بليون سنة، وسلسل الأحداث إلى أن وصل إلى تكون الأرض بكتلتها الحالية منذ ٤.٥ بليون سنة. أما ظهور الإنسان في هذا الجدول منذ فترة تتراوح بين ١١ و٣٥ ألف سنة١.

العجيب حقًّا أن المؤلف يُورد هذا عند تناوله لقوله تعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ} ٢، وقوله سبحانه: {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّون} ٣.

ومرة أخرى يقول في تفسير آخر: "ويحتوي جوف الأرض على الحديد،


١ الكون والإعجاز العلمي للقرآن: د/ منصور حسب النبي ص٩٨، ٩٩.
٢ سورة البقرة: من الآية ١٨٩.
٣ سورة الحج: من الآية ٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>