للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حسيتان مشاهدتان١. قال شارح الطحاوية: "فلا يلتفت إلى ملحد معاند يقول: الأعمال أعراض لا تقبل الوزن, وإنما يقبل الوزن الأجسام!! فإن الله يقلب الأعراض أجساما"١، وقال: فعلينا الإيمان بالغيب كما أخبرنا به الصادق -صلى الله عليه وسلم- من غير زيادة ولا نقصان٢.

ونؤمن بالصراط وهو جسر على جهنم يمر الناس عليه على قدر أعمالهم؛ فمنهم من يمر كلمح البصر ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحف زحفا ومنهم من يخطف فيلقى في جهنم, فإن الجسر عليه كلاليب تخطف الناس بأعمالهم, فمن مر على الصراط دخل الجنة٣.

أهل الكبائر يوم القيامة:

ثار جدل طويل بين الفرق والمذاهب الإسلامية: هل يسمى مرتكب الكبيرة مؤمنا أو غير مؤمن؟ وهل يخلد في النار أو يخرج منها؟ وهل يشفع له أو لا يشفع له؟

وأصل النزاع بين هذه الفرق يتعلق بأصل الإيمان: هل يكون شيئا واحدا إذا زال زال جميعه, وإذا ثبت ثبت كله أم لا؟

أما المرجئة والجهمية والخوارج والمعتزلة, فجماع شبهتهم أن الحقيقة المركبة تزول بزوال بعض أجزائها. وانقسم هؤلاء إلى قسمين:

المرجئة قالوا: كل فاسق فهو كامل الإيمان, وإيمان الخلق متماثل لا متفاضل, والتفاضل في غير الإيمان من الأعمال, والأعمال ليست من الإيمان.

وقالت الجهمية والخوارج والمعتزلة: لا يكون مع الفاسق إيمان, ثم انقسموا إلى قسمين: الخوارج قالت: هو كافر، والمعتزلة قالت: هو في منزلة بين المنزلتين، ثم اتفقوا في الحكم فقالوا: هو خالد في النار لا يخرج منها بشفاعة, ولا غيرها.


١ شرح الطحاوية: علي بن أبي العز ص٤٧٢، ٤٧٤.
٢ شرح الطحاوية: علي بن أبي العز ص٤٧٥.
٣ مجموع فتاوى ابن تيمية: ج٣ ص١٤٦-١٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>