للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما داموا لا يخلدون في النار فإنهم يخرجون منها, فالصحابة والتابعون لهم بإحسان وسائر الأئمة الأربعة وغيرهم يقرون بما تواترت به الأحاديث الصحيحة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الله يخرج من النار قوما بعد أن يعذبهم الله ما شاء أن يعذبهم, يخرجهم بشفاعة محمد -صلى الله عليه وسلم- ويخرج آخرين بشفاعة غيره, ويخرج قوما بلا شفاعة١.

ذلكم رأي أهل السنة في إيمان أهل الكبائر, وعدم خلودهم في النار والشفاعة لهم.

الولاء والبراء:

ومذهب أهل السنة محبة أهل العدل والأمانة وبغض أهل الجور والخيانة, وهذا من كمال الإيمان وتمام العبودية فإن العبادة تتضمن كمال المحبة ونهايتها، وكمال الذل ونهايته، فمحبة رسل الله وأنبيائه وعباده المؤمنين من محبة الله وإن كانت المحبة التي لله لا يستحقها غيره فغير الله يحب في الله لا مع الله, فإن المحب يحب ما يحب محبوبه ويبغض ما يبغضه ويوالي من يواليه ويعادي من يعاديه ويرضى لرضائه ويغضب لغضبه ويأمر بما يأمر به وينهى عما ينهى عنه, فهو موافق لمحبوبه في كل حال، وقد يجتمع في العبد سبب الولاية وسبب العداوة والحب والبغض, فيكون محبوبا من وجه ومبغوضا من وجه والحكم للغالب٢.

محبة الصحابة:

وخلاصة عقيدة أهل السنة في محبة الصحابة -رضوان الله عليهم- ما عبر عنه الطحاوي -رحمه الله - بقوله: "ونحب أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا نفرط في حب أحد منهم ولا نتبرأ من أحد منهم ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم, ولا نذكرهم إلا بخير, وحبهم دين وإيمان وإحسان, وبغضهم كفر ونفاق وطغيان"٣.


١ مجموع الفتاوى: ابن تيمية ج١ ص١٤٩.
٢ انظر شرح الطحاوية: ابن أبي العز ص٤٣٢-٤٣٣.
٣ شرح الطحاوية ص٥٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>