للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن القرآن بمباحث الإعراب وقواعد النحو، وبعضها يلفته عنه بكثرة الروايات وما مزجت به من خرافات الإسرائيليات، وأكثر التفسير المأثور قد سرى إلى الرواة من زنادقة اليهود والفرس ومسلمة أهل الكتاب"١.

وقد رد الأستاذ رشيد رضا بعض الأحاديث الصحيحة زاعمًا أنها من الإسرائيليات؛ ومن ذلك حديث البخاري الذي رواه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- في كتاب التفسير: "قيل لبني إسرئيل: ادخلوا الباب سجدًا وقولوا حطة؛ فدخلوا يزحفون على أستاهم فبدلوا وقالوا: حبة في شعرة" ٢، واختاره السيوطي في التفسير فقال عنه السيد رشيد: "ما اختاره الجلال مروي في الصحيح؛ ولكنه لا يخلو من علة إسرائيلية"٣.

وأدى به تطرفه إلى أن ذم رواة الإسرائيليات الثقات ككعب الأحبار ووهب بن منبه، فقال عن وهب عند روايته أن موسى -عليه السلام- كان يقرع لهم أقرب حجر فتفجر منه عيون: "وهذا من الخرافات التي اختلقها وهب، ليس لها أصل عند اليهود ولا عند المسلمين إلى أن قال: "وقد عدوه مع أمثال هذه الخرافات ثقة في الرواية"٤.

وقال عن كعب الأحبار: "بمثل هذه الروايات كان كعب الأحبار يغش المسلمين؛ ليفسد عليهم دينهم وسُنتهم، وخُدع به الناس لإظهاره التقوى، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"٥.

وقال في موضع آخر: "ولكن البلية في الرواية عن مثل كعب الأحبار وممن روى عنه أبو هريرة وابن عباس ومعظم التفسير المأثور مأخوذٌ عنه وعن تلاميذه


١ تفسير المنار: محمد رشيد رضا ج١ ص٧، ٨.
٢ صحيح البخاري: كتاب التفسير، سورة البقرة ج٦ ص٢٣.
٣ تفسير المنار: محمد رشيد رضا ج١ ص٣٢٥.
٤ المرجع السابق: ج٩ ص٣٤٣.
٥ تفسير المنار: محمد رشيد رضا ج٩ ص٤٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>