عليه القول حتى وافق وبدأ الدرس في غرة المحرم سنة ١٣١٧، وانتهى منه في منتصف المحرم سنة ١٣٢٣ عند تفسير قوله تعالى:{وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطًا}[الآية ١٢٥، النساء] .
فواصل التفسير من بعده تلميذه محمد رشيد رضا حتى الآية ١٠١ من سورة يوسف؛ حيث أتم تفسير سورة يوسف من بعده الأستاذ بهجت البيطار.
وكان من أغراض السيد رشيد التي دفعته إلى الانتقال من الشام إلى مصر رغبته في إنشاء صحيفة؛ فصدر العدد الأول من مجلة المنار في ٢٢ شوال سنة ١٣١٥، واستمرت في الصدور حتى الجزء الثاني من المجلد الخامس والثلاثين في ٢٩ ربيع الثاني ١٣٥٤.
وقد جعل السيد رشيد رضا مجلته منبرًا للإصلاح؛ فكتب بها، واستكتب علماء العصر وأدباءه، وحذَّر من البدع والخرافات، ودعا إلى إصلاح التعليم، ودعا الناس إلى إنشاء المدارس بأنفسهم؛ لأن المدارس الحكومية في عهده خاضعة للاستعمار مع انتشار المدارس التنصيرية.
وكان ينشر في مجلته تفسير أستاذه الإمام محمد عبده قبل أن يطبعه في كتاب خاص.
وكان له نشاط في الدعوة؛ حيث أنشأ مدرسة لتخريج الدعاة وإرسالهم إلى أطراف العالم الإسلامي، وكانت تعطي الطالب شهادة مرشد بعد ثلاث سنوات تؤهله للدعوة بين المسلمين، وإذا ما واصل ثلاث سنوات أخرى أصبح داعيًا لغير المسلمين للدخول في الإسلام، وكان لهذه المدرسة أثر كبير في إعداد الدعاة.
أما السياسة، فكان أستاذه محمد عبده ينهاه عن الخوض فيها ويحذره، ولما تُوفي الأستاذ دخل السيد رشيد ميدان السياسة جهارًا؛ فنقد الدولة العثمانية، وأنشأ مع العثمانيين المقيمين في القاهرة "جمعية الشورى العثمانية" وتولى رئاستها، وبدأت ترسل منشوراتها السرية إلى سائر أرجاء البلاد العثمانية؛ فأقلق مضاجع