للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا العصر"١.

ثم قال: "على كل حال، وكل قول يصح أن جميع الناس هم من نفس واحدة هي الإنسانية التي كانوا بها ناسًا، وهي التي يتفق الذين يدعون إلى خير الناس وبرهم ودفع الأذى عنهم على كونها هي الحقيقة الجامعة لهم، فتراهم على اختلافهم في أصل الإنسان يقولون عن جميع الأجناس والأصناف: إنهم إخواننا في الإنسانية، فيعدون الإنسانية مناط الوَحْدَة وداعية الألفة والتعاطف بين البشر، سواء اعتقدوا أن أباهم آدم -عليه السلام- أو القرد أو غير ذلك"١.

وبهذا يكون الشيخ محمد عبده وتلميذه السيد رشيد رضا فَتَحَا الباب على مصراعيه لمن اراد أن يقول بنظرية داروين، ولعل هذا يفسر تلك العبارات الكثيرة للشيخ محمد عبده وتلميذه السيد رشيد التي تتحدث عن تطور الإنسان، وأنه نشأ أول ما نشأ ساذجًا سذاجة لا يبلغ بها تناول الشئون الرفيعة والمعاني العالية والمعارف السامية، وأن العناية الإلهية صارت بالإنسان كما سارت به في أفراده، فكما ينشأ الفرد قاصرًا في جميع قواه، ضعيفًا في جميع أعضائه، كذلك نشأت الجمعية البشرية على ضرب من السذاجة٢ السالفة الذكر، ونحو ذلك من العبارات والتأويلات، وللقارئ أن يجعل ذلك في ذهنه حتى يجس به مسار تفسيرهم على ضوء هذه النظرية، والله الهادي.

الملائكة:

الإيمان بالملائكة من أركان الإيمان، قال تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ} ٣، وقال سبحانه: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ} ٤، وقال


١ تفسير المنار: محمد رشيد رضا ج٤ ص٣٢٧.
٢ انظر تفسير المنار: محمد رشيد رضا ج٢ ص٢٩١، ٢٩٢، ورسالة التوحيد: للأستاذ محمد عبده ص١٦٦-١٦٩، وتفسير المنار أيضًا ج١ ص٣١٥.
٣ سورة البقرة: من الآية ٢٨٥.
٤ سورة البقرة: من الآية ١٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>