للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خاطب القوم بما عرفوا فحسب؛ وإنما لأنه جزم أن المراد بالسماوات هي تلك الكواكب السيارة؛ فذهب يلتمس تعليلًا لوصف القرآن الكريم لها بأنها سبع.

روايته للإسرائيليات:

ومع أنه يحرض في تفسيره لجزء تبارك على الإيجاز، إلا أنه يورد فيه الإسرائيليات من غير موجب.

ففي حديثه عن نوح -عليه السلام- يقول: "وجاء في كتب الأوائل أن في زمن "أنوش بن شيث بن آدم" ابتدأت عبادة الأوثان، وجعل الناس يسمون المخلوقات آلهة؛ فكان أنوش يجمع أهل بيته وذويه للصلاة والتسبيح وعبادة الله وحده. وفي زمن إدريس -عليه السلام- وهو "أخنوخ بن يارد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش - كثر النفاق، وانغمس الناس في الآثام؛ فأنزل الله عليه وحيًا في سفر هو صحف إدريس المشهورة، ولم يبقَ من ذلك السفر سوى فقرة يقولون: إنها وجدت في أطواء بعض الكتب المقدسة"١.

بل ويذكر الأستاذ المغربي من الإسرائيليات ما يخالف نص القرآن، ولا ينبه إلى ذلك مجرد تنبيه؛ وذلك قوله: "وذكر في الأسفار القديمة أن نوحًا ولد لسنة ١٨٢ من عمر أبيه "لامك" ولسنة ١٠٥٦ لجده الأكبر آدم -عليه السلام- ومعنى نوح: الراحة والتعزية، وكان عمر نوح ٥٠٠ سنة لما أخذ يلد أولاده سامًا وحامًا ويافث، وكان عمره ٦٠٠ سنة لما حصل الطوفان"٢.

وهذا الذي نقله يخالف نص قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ} ٣.

التحذير من البدع والمنكرات:

وفي سبيل الإصلاح الاجتماعي يُحذِّر الشيخ عبد القادر المغربي من البدع والمنكرات التي تنتشر في المجتمع إذا ما جاءت مناسبة لذلك، ففي قوله تعالى:


١ تفسير جزء تبارك: عبد القادر المغربي ص٥٥.
٢ المرجع السابق: ص٥٦.
٣ سورة العنكبوت: الآية ١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>