للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَجَى} ١: "ترددت في تأويله بـ "أقسم بالضحى وأقسم بالليل إذا سجى قالت: "لأن القرآن الكريم لا يستعمل القسم مسندًا إلى الله سبحانه إلا مع لا النافية، باستقراء كل آيات القسم في القرآن، فكان لي من هذا الاستقراء ما يؤذن بأنه سبحانه في غير حاجة إلى القسم"٢.

وإذا نظرنا في آيات القسم هذه التي تقول الدكتورة عائشة أنها لم تجد القسم فيها مسندا إلى الله إلا مع لا النافية وجدنا الأمر غير ذلك فهناك مواضع أقسم الله بها بنفسه من غير أن ينفيها بـ "لا فمن ذلك قوله سبحانه: {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ} ٣، وقوله: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} ٤، وقوله: {فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} ٥. فهذه كلها أقسام مسندة إلى الرب وهو الله سبحانه وتعالى وغير منفية بـ "لا"، وعلى هذا يظهر قصورها في الاستقراء.

ونذكر مثلا آخر على ذلك عندها أنها ممن يرفض القول بالترادف اللغوي وترفض تفسير القسم بالحلف وتقول: "وفي القاموس: حلف: أي أقسم

لكن التتبع للاستعمال القرآني يمنع هذا الترادف: فلقد جاءت مادة "حلف" في القرآن الكريم في ثلاثة عشر موضعا كلها بغير استثناء في مقام الحنث باليمين وأكثرها مسند إلى المنافقين"٦، ثم ساقت المؤلفة الآيات تلك وقالت: "أما القسم فيغلب مجيئه في الأيمان الصادقة"٦.


١ سورة الضحى: ١، ٢.
٢ التفسير البياني: د/ عائشة عبد الرحمن ج١ ص٢٥.
٣ سورة مريم: ٦٨.
٤ سورة الحجر: ٩٢.
٥ سورة الذاريات: ٢٣.
٦ التفسير البياني: د/ عائشة عبد الرحمن: ١ ص١٧٣-١٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>