للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما الشيخ محمد العثمان القاضي فاكتفى في تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} ١ بالاستشهاد بتفسير ابن كثير -رحمه الله تعالى- لذلك، ثم أورد قول مالك -رحمه الله تعالى- ورد بعد هذا تفسير المعتزلة للاستواء بالاستيلاء قائلا: "ورد هذا القول بأن العرب لا تعرف استوى بمعنى: استولى وإنما يقال: استولى فلان على كذا, إذا لم يكن في ملكه ثم ملكه والله تعالى لم يزل مالكا للأشياء كلها ومستوليا عليها, فأي تخصيص للعرش هنا دون غيره من المخلوقات"٢.

يمين الرحمن:

قال الشيخ محمد العثمان القاضي في تفسير قوله تعالى: {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} ٣، قال: "كثير من المفسرين فسرها بالقدرة, وهذا صرف للفظ عن ظاهره, وقد روى البخاري في٤ صحيحه عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "يقبض الله الارض ويطوي السماء بيمينه ثم يقول: أنا الملك, أين ملوك الأرض؟ " والسلف الصالح يثبتون الصفات ولا يتعرضون للكيفية، قال سفيان بن عيينة: كل ما وصف الله به نفسه في كتابه, فتفسيره تلاوته والسكوت عن كيفيته"٥.

وقال الشيخ فيصل بن عبد العزيز المبارك٦ في تفسير قوله تعالى:


١ سورة الأعراف: من الآية ٥٤.
٢ منار السبيل في الأضواء على التنزيل: محمد العثمان القاضي ج١ ص١٤١.
٣ سورة الزمر: من الآية ٦٧.
٤ صحيح البخاري: كتاب الرقاق ج٧ ص١٩٤.
٥ منار السبيل: محمد العثمان القاضي ج٤ ص٤٠.
٦ ولد في حريملاء سنة ١٣١٣ وأخذ العلم عن علماء الرياض وقطر, وتولى القضاء بالجوف وله عدد من المؤلفات منها: توفيق الرحمن في دروس القرآن في أربعة أجزاء، وخلاصة الكلام شرح عمدة الأحكام في مجلد واحد، وبستان الأحبار مختصر نيل الأوطار في جزأين كبيرين، ولذة القارئ مختصر فتح الباري في ثمانية أجزاء وغير ذلك في الفقه والفرائض والنحو.

<<  <  ج: ص:  >  >>