للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإني أحيلهم إلى كتاب "لكي تكون ... من قادة الفكر" تأليف صاحب هذا التفسير١.

ثم نقل في تفسيره بعض الأقوال لعلماء السلف وجاء فيها: والقول المحفوظ عن جمهور السلف هو ترك الخوض في ذلك والتعمق فيه والاقتصار على القول بأن القرآن كلام الله وأنه غير مخلوق٢.

سلامة القرآن من التحريف:

وقد نص على حفظ القرآن قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} ٣، قال الشيخ فيصل المبارك في تفسيرها: "وقال في آية أخرى: {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ} ٤ فأنزله الله ثم حفظه فلا يستطيع إبليس أن يزيد فيه باطلا ولا ينقص منه حقا حفظه الله من ذلك, وقال ابن كثير: ثم قرر تعالى أنه هو الذي أنزل عليه الذكر وهو القرآن وهو الحافظ له من التغيير والتبديل قلت: والحكمة في حفظ الله تعالى للقرآن دون سائر كتبه أنه آخرها وأن الذي جاء به خاتم الأنبياء فأبقاه الله محفوظا حجة على خلقه"٥.

وقال الشيخ محمد العثمان القاضي في تفسيرها: "الضمير في قوله: {لَهُ} راجع إلى الذكر يعني: وإنا للذكر الذي أنزلناه على محمد لحافظون يعني: من الزيادة فيه والنقص منه والتغيير والتبديل والتحريف, فالقرآن العظيم محفوظ من هذه الأشياء كلها، لا يقدر أحد من جميع الخلق من الجن والإنس أن يزيد فيه أو ينقص منه حرفا واحدا أو كلمة واحدة, وهذا مختص بالقرآن العظيم بخلاف سائر الكتب المنزلة فإنه قد دخل في بعضها التحريف والتبديل والزيادة والنقصان.


١ الموجز في تفسير القرآن الكريم: محمد رشدي حمادي ج٢ ص٤٩٣.
٢ المرجع السابق ج٢ ص٤٩٥.
٣ سورة الحجر: الآية ٩.
٤ سورة فصلت: من الآية ٤٢.
٥ توفيق الرحمن في دروس القرآن: فيصل المبارك ج٢ ص٣٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>