وبه قال مالك لما روي عن أبي الثعلبة الخشني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أرسلت كلبك وذكرت اسم الله فكل وإن أكل منه.
وبه (عن حماد عن إبراهيم) أي النخعي (عن همام بن الحارث عن عائشة قالت كنت أفرك) بفتح الراء وقد يضم أي أدلك (المني) أي اليابس (من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم) وفي صحيح أبي عوانة عن عائشة قالت كنت أفرك المني من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا كان يابساً وأمسحه أو أغسله) شك الحُميدي (إذا كان رطباً) ورواه الدارقطني وأغسله من غير شك، وفي مسلم أنه عليه الصلاة والسلام كان يغسل المني، ثم يخرج إلى الصلاة في ذلك الثوب وأنا أنظر إلى أثر الغسل فيه وروى الدارقطني عن عمار بن ياسر قال أتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا على بئر أدلو في ماء ركوة قال يا عمار ما تصنع قلت يا رسول الله بأبي وأمي أغسل ثوبي من نجاسة أصابته فقال يا عمار إنما يغسل الثوب من خمس: من الغائط والبول والقيء والدم والمني يا عمار ما نخامتك ودموع عينك والماء الذي في ركوتك إلا سواء.
فهذا كله يدل على كون المني نجساً وإن يابسه يطهر بالفرك، ورطبه بالغسل وهو قول أبي حنيفة.
وقال مالك يغسل بالماء رطباً كان أو يابساً، والأصح من مذهب الشافعي وأحمد طهارة المني واستدلا بما روى الدارقطني موقوفاً على ابن عباس، روي مرفوعاً ولا ثبت أخرجه البيهقي من طريق الشافعي موقوفاً، وقال هو الصحيح.
وبه (عن حماد، عن إبراهيم، عن همام بن الحارث أنه رأى جرير بن عبد