للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تكساس - دليلاً قاطعاً على إلحاقية هذا النص بإنجيل متى، وقال: "إن الكنيسة الكاثوليكية بالإضافة إلى أرثوذكس المشرق قد كذبوا على العالم فيما يخص هذا النص من متى، وذلك لأن كل من عمد بهذه الطريقة قد عُمد كذباً ومات من غير خلاص" (١).

ويذكرنا الدكتور ريكارت بالعديد من النصوص الإنجيلية التي تتحدث عن التعميد بيسوع المسيح فقط، كما في قول بطرس في خطبته الشهيرة: "توبوا، وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس" (أعمال ٢/ ٣٨)، والسامريون اعتمدوا بمعمودية يوحنا المعمدان، فلما سمعوا بطرس " اعتمدوا باسم الرب يسوع " (أعمال ١٩/ ٥)، فلم يطالبهم بطرس بالتعميد باسم الآب والروح القدس، واكتفى بالتعميد باسم يسوع (٢).

ويؤكد تاريخ التلاميذ عدم معرفتهم بهذا النص، إذ لم يخرجوا لدعوة الناس كما أمر المسيح في هذا النص المزعوم، بل إنه أمرهم باجتناب دعوة غير اليهود "هؤلاء الاثنا عشر أرسلهم يسوع، وأوصاهم قائلاً: إلى طريق أمم لا تمضوا، وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا، بل اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة" (متى ١٠/ ٥ - ٦).

ويتطابق هذا مع شهادة تاريخية تعود للقرن الثاني تناقض الأمر المزعوم بدعوة الأمم وتعميدها باسم الثالوث، إذ يقول المؤرخ الكنسي أبولونيوس في القرن الثاني: "إني تسلمت من الأقدمين أن المسيح قبل صعوده إلى السماء كان قد أوصى رسله أن لا يبتعدوا كثيراً عن أورشليم لمدة اثنتي عشرة سنة" (٣).


(١) www.jesus-messiah.com/apologetics/catholic/matthew-proof.html
(٢) ومثله في (أعمال ٤/ ١٠) و (أعمال ٨/ ١٦) و (أعمال ١٠/ ٤٨) و (أعمال ٩/ ٢٧) و (أعمال ٢٢/ ٥).
(٣) الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة، الأنبا ايسذورس (١/ ٣٩).

<<  <   >  >>