ومثله تلاعب المترجمون برسالة يهوذا، حيث جاء في النسخة البرتستنتية الأشهر في المسيحية - والتي اعتمدنا عليها في هذه السلسلة - ما يوهم أن المسيح هو "القادر أن يحفظكم غير عاثرين، ويوقفكم أمام مجده بلا عيب في الابتهاج، الإله الحكيم الوحيد، مخلّصنا، له المجد والعظمة والقدرة والسلطان الآن وإلى كل الدهور"(يهوذا ١/ ٢٤ - ٢٥)، والصحيح أن النص يتحدث عن الله المخلص، الذي يخلص بالمسيح، وليس عن المسيح، فالقراءة كما في نسخة الرهبانية اليسوعية الكاثوليكية:"للإلهِ الواحد مخلصِنا- بيسوع المسيح ربِنا - المجدُ والجلال والعزة والسلطان"، والنص في النسخة البرتستنتية حذف اسم المسيح، ليوهم أنه صاحب الخلاص، وليس واسطة الخلاص، وأنه "الإله الحكيم الوحيد"، بينما النص الكاثوليكي يتحدث عن الله "الإله الواحد مخلصنا".
وثالثة الأثافي التلاعب بعبارة بولس في سفر أعمال الرسل، حيث زعموا أنه قال:" لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه"(أعمال ٢٠/ ٢٨)، وعليه فالمسيح هو الله الذي اقتنى الكنيسة بدمه، وقد قال أغناطيوس:"دعي يسوع المسيح إلهاً، وقيل في دمه: إنه دم الله"(١).
وهذه القراءة لا يسلم بصحتها ودقّتها، وقد أشار إلى ذلك محققو الرهبانية اليسوعية في حاشية النص إلى تعدد قراءات النص في المخطوطات، فقالوا:"قراءات مختلفة: "كنيسة الرب (يسوع)"، أو "(يسوع) المسيح"، أو "الرب"، أو "الرب (و) الله".
ويبينه القمص تادرس يعقوب ملطي في تفسيره بقوله: "جاء تعبير (كنيسة الله)