للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لامرأته: نموت موتاً، لأننا قد رأينا الله" (القضاة ١٣/ ٢١ - ٢٢)، ومراده ملاك الله.

وظهر ملاك الله لسارة وبشرها بإسحاق "وقال لها ملاك الرب ... فدعت اسم الرب الذي تكلم معها: أنت إيل رئي" (التكوين ١٦/ ١١ - ١٣) فأطلقت على الملاك اسم الرب.

ومثله تسمية الملاك الذي صحب بني إسرائيل في رحلة الخروج بالرب "وكان الرب يسير أمامهم نهاراً في عمود سحاب ليهديهم في الطريق، وليلاً في عمود نار ليضيء لهم ... فانتقل ملاك الله السائر أمام عسكر إسرائيل وسار وراءهم " (الخروج ١٣/ ٢١ - ١٤/ ١٩)، فسمى الملاك رباً.

ومما جاء في التوراة إطلاق هذه الألفاظ على الأنبياء، من غير إرادة معناها الحقيقي، فقد قال الله لموسى عن هارون: " وهو يكون لك فماً، وأنت تكون له إلهاً " (الخروج ٤/ ١٦).

ومثله في قول الله لموسى: " فقال الرب لموسى: انظر. أنا جعلتك إلهاً لفرعون، وهارون أخوك يكون نبيّك" (الخروج ٧/ ١) أي: مسلطاً عليه.

وقد عهد تسمية الأنبياء (الله) مجازاً أي رسل الله، فقد "كان يقول الرجل عند ذهابه ليسأل الله: هلم نذهب إلى الرائي، لأن النبي اليوم كان يدعى سابقاً الرائي" (صموئيل (١) ٩/ ٩).

وأطلقت لفظة "الله" وأريد منها القضاة، لأنهم يحكمون بشرع الله، ففي سفر الخروج "إن قال العبد ... يقدمه سيده إلى الله، ويقربه إلى الباب ... " (الخروج٢١/ ٥ - ٦).

وفي السفر الذي يليه: "وإن لم يوجد السارق يقدم صاحب البيت إلى الله ليحكم هل لم يمد يده إلى ملك صاحبه ... فالذي يحكم الله بذنبه يعوض صاحبه" (الخروج ٢٢/ ٨ - ٩).

<<  <   >  >>