وفي سفر التثنية "يقف الرجلان اللذان بينهما الخصومة أمام الرب أمام الكهنة"(التثنية ١٩/ ١٧).
ومثله "الله قائم في مجمع الله، في وسط الآلهة يقضي، حتى متى تقضون جوراً وترفعون وجوه الأشرار"(المزمور ٨٢/ ١)، والحديث كما هو ظاهر من السياق عن أشراف بني إسرائيل وقضاتهم.
بل يمتد هذا الإطلاق ليشمل كل بني إسرائيل كما في قول داود في مزاميره:" أنا قلت: إنكم آلهة، وبنو العلي كلكم، لكن مثل الناس تموتون"(المزمور ٨٢/ ٦)، وهذا الذي استشهد به عيسى عليه السلام عندما قال:" أليس مكتوباً في ناموسكم: أنا قلت: إنكم آلهة. إن قال آلهة لأولئك الذين صارت إليهم كلمة الله. ولا يمكن أن ينقض المكتوب. فالذي قدسه الآب، وأرسله إلى العالم أتقولون له: إنك تجدف، لأني قلت: إني ابن الله "(يوحنا ١٠/ ٣٤).
وتستمر الكتب في إطلاق هذه الألفاظ حتى على الشياطين، والآلهة الباطلة للأمم، فقد سمى بولس الشيطان إلهاً، كما سمى البطن إلهاً، وأراد المعنى المجازي، فقال عن الشيطان:"إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين، لئلا تضيء لهم إنارة إنجيل مجد المسيح"(كورنثوس (٢) ٤/ ٥)، وقال عن الذين يتبعون شهواتهم ونزواتهم:"الذين إلههم بطنهم، ومجدهم في خزيهم .. "(فيلبي ٣/ ١٩). ومثله ما جاء في المزامير " لأني أنا قد عرفت أن الرب عظيم، وربنا فوق جميع الآلهة"(المزمور ١٣٥/ ٥)، وألوهية البطن وسواها ألوهية مجازية غير حقيقية.
جاء في "شرح أصول الإيمان": "موسى تسمى (إلهاً) من الله ذاته، دلالة على نيابته عن الباري لدى فرعون، وليس لكونه اتصف بصفات إلهية، وكذلك القضاة تسموا (آلهة) لكونهم ينفذون مقاصد الله، وأما الأصنام والبطن والمال فقد سميت بذلك