أطلب مشيئتي، بل مشيئة الآب الذي أرسلني" (يوحنا ٥/ ٣٠)، نعم لأنه ابن الإنسان، وليس لأنه ابن الله بالطبيعة أو الأقنوم الثاني المتجسد في الناسوت كما زعمت المجامع الكنسية.
وهذا السلطان العظيم دفعه الله إليه، لأمرين: أولهما: " لأن الآب يحب الابن، ويريه جميع ما هو يعمله"، وثانيهما: ليثبت دعواه بالنبوة، فيتعجبوا ويؤمنوا به ويكرموه "وسيريه أعمالاً أعظم من هذه لتتعجبوا أنتم .... لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب، من لا يكرم الابن لا يكرم الآب الذي أرسله ... لأن الأعمال التي أعطاني الآب لأكملها، هذه الأعمال بعينها التي أنا أعملها؛ هي تشهد لي أن الآب قد أرسلني" (يوحنا ٥/ ٢٠، ٢٣، ٣٦).
ثالثاً: أكد المسيح شهادة الله له بالصدق، فقال: "إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي ليست حقاً، الذي يشهد لي هو آخر، وأنا أعلم أن شهادته التي يشهدها لي هي حق ... والآب نفسه الذي أرسلني يشهد لي، لم تسمعوا صوته قط ولا أبصرتم هيئته" (يوحنا ٥/ ٣١ - ٣٧).
وهذه الشهادة مسجلة في الكتب السابقة التي كانت تشهد له "فتشوا الكتب، لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية، وهي التي تشهد لي ... لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني، لأنه هو كتب عني" (يوحنا ٥/ ٣٩، ٤٧)، ولا يوجد في شيء من كتب موسى التي تحمل شهادة الله المقبولة عند المسيح واليهود، لا يوجد في شيء منها البشارة بإله يتجسد ويصلب، بل كانت تشهد بمجيء نبي كريم، ألا يزعمون بأن موسى بشّر بالمسيح حين قال: "أقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم مثلك" (التثنية ١٨/ ١٨)؟
وممن شهد للمسيح بالحق النبيُّ العظيم يوحنا المعمدان، لكن المسيح يستغني عن