هذه الشهادة الصادقة من المعمدان بشهادة الله المسجلة في كتبهم التي يؤمنون بها " أنتم أرسلتم إلى يوحنا فشهد للحق، وأنا لا أقبل شهادة من إنسان ... وأما أنا فلي شهادة أعظم من يوحنا"(يوحنا ٥/ ٣٣ - ٣٦)، وليس في كلام المعمدان عن المسيح ما يشير إلى ألوهية المسيح، بل أرسل يسأل المسيح إن كان هو المسيح المنتظر الذي تنتظره اليهود أم لا؟ (انظر متى ١١/ ٣).
رابعاً: أكد المسيح المغايرة بينه وبين الله حين قال: "لأن الآب يحب الابن، ويريه جميع ما هو يعمله .. الذي يشهد لي هو آخر .. والآب نفسه الذي أرسلني يشهد .. لا تظنوا أني أشكوكم إلى الآب"(يوحنا ٥/ ٢٠، ٣٢، ٣٧، ٤٥)، فكل هذا يشهد بأن المسيح غير الله، فالمحبوب غير المحِب، والشاهد غير الذي يُشهد له، والمرسِل غير المرسَل، والشاكي غير المشتكى إليه.
خامساً: أخبر المسيح اليهود أن الإيمان به والتصديق بكلامه هو سبيل الحياة الأبدية "الحق الحق أقول لكم: إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية، ولا يأتي إلى دينونة، بل قد انتقل من الموت إلى الحياة"(يوحنا ٥/ ٢٤).
وأما الذين لا يؤمنون به فسيصدق فيهم قول المسيح:"ولا تريدون أن تأتوا إليّ لتكون لكم حياة .. ولكني قد عرفتكم أن ليست لكم محبة الله في أنفسكم، أنا قد أتيت باسم أبي، ولستم تقبلونني، إن أتى آخر باسم نفسه فذلك تقبلونه، كيف تقدرون أن تؤمنوا وأنتم تقبلون مجداً بعضكم من بعض، والمجد الذي من الإله الواحد لستم تطلبونه؟ "(يوحنا ٥/ ٤٠ - ٤٤).
وهكذا نرى بأن المسيح لم يجعل نفسه معادلاً للإله الواحد الحق، ولا ادعى أن ما أوتيه من سلطان من عند نفسه، بل أقر بأنه عطية الله التي أكرمه بها.