فقد رأى معاصروه فيه حكمة الله "ولما سمع جميع إسرائيل بالحكم الذي حكم به الملك، خافوا الملك، لأنهم رأوا حكمة الله فيه "(الملوك (١) ٣/ ٢٨).
ويمضي السفر ليبين لنا عِظَم حكمة الله التي حلت وتجسدت في سليمان الحكيم، فيقول:"وأعطى الله سليمان حكمة وفهماً كثيراً جداً ... وفاقت حكمة سليمان حكمة جميع بني المشرق وكل حكمة مصر، وكان أحكم من جميع الناس ... وكان صيته في جميع الأمم حواليه ... وكانوا يأتون من جميع الشعوب ليسمعوا حكمة سليمان، من جميع ملوك الأرض الذين سمعوا بحكمته"(الملوك (١) ٤/ ٢٩ - ٣٤).
وفي سفر الأيام "مبارك الرب إله إسرائيل الذي صنع السماء والأرض، الذي أعطى داود الملك ابناً حكيماً صاحب معرفة وفهم، الذي يبني بيتاً للرب وبيتاً لملكه"(الأيام (٢) ٢/ ١٢)، فالحكيم هو سليمان الذي شرفه الله ببناء بيته.
وكلمة "منذ الأزل مسحتُ" لا تدل على المسيح عيسى ابن مريم، إذ "المسيح" لقب أطلق على كثيرين غير المسيح عيسى، ممن مسحهم الله ببركته من الأنبياء كداود وإشعيا. (انظر المزمور ٤٥/ ٧، وإشعيا ٦١/ ١)، فلا وجه لتخصيص المسيح بالمسح دون غيره ممن الممسوحين.
وأمام الحرج الذي يسببه نص سفر الأمثال فإن البعض من النصارى يقولون: إن المتحدث في سفر الأمثال هو حكمة الله التي هي صفته الذاتية القائمة به في الأزل، وليس فعله الذي منحه لنبي الله سليمان، وهذا المعنى مرفوض بدلالة النص الذي يتحدث عن نبي ممسوح بزيت البركة "منذ الأزل مسحت"، وصفة الله القائمة به لا يمكن أن تمسح، ولماذا تمسح؟
كما أن النص يتحدث عن حكمة مخلوقة، وإن كانت قديمة، فقد قالت الحكمة:"الرب قناني أول طريقه .. ومن قبل أن تقرر الجبال أُبدئت، قبل التلال أبدئت "، وفي