وهو ما قاله عنه الأعمى الذي شفاه المسيح ورد له بصره "فقالوا له: كيف انفتحت عيناك؟ أجاب ذاك وقال: إنسان يقال له يسوع .. قالوا أيضاً للأعمى: ماذا تقول أنت عنه من حيث إنه فتح عينيك؟ فقال: إنه نبي"(يوحنا ٩/ ١٠ - ١٧)، فهل المستدلون لألوهية المسيح برده بصر الأعمى أكثرة معرفة وغَيرة ومحبة للمسيح من ذلك الأعمى الذي شهد له بالنبوة والإنسانية فحسب؟!
وحين انتهر البحر والرياح وأطاعته؛ لم يفهم الراؤون لهذا ألوهيته رغم عظم هذه المعجزة، بل عجبوا لقدرة المسيح الإنسان، يقول متى:" فتعجب الناس قائلين: أي إنسان هذا؟ فإن الرياح والبحر جميعاً تطيعه"(متى ٨/ ٢٧).
ولما أرادت مرثا أخت لعازر منه أن يحيي أخيها أكدت معرفتها بأن هذه المعجزات هي من الله، وأنه يؤيد بها المسيح، فقالت له:" أعلم أن كل ما تطلب من الله يعطيك الله إياه"(يوحنا ١١/ ٢٢).
وهذا تلميذه بطرس كبير الحواريين يخاطب الجموع مؤكداً هذا المفهوم:"يسوع الناصري رجل قد تبرهن من قبل الله بقوات وعجائب صنعها الله بيده"(أعمال ٢/ ٢٢).
وأيضاً نيقوديموس معلم الناموس أدرك سر هذه المعجزات العظيمة التي يصنعها المسيح، وأنها من قِبل الله، وبسبب عونه وتأييده، فقال للمسيح - عليه السلام -: " يا معلّم، نعلم أنك قد أتيت من الله معلّماً، لأن ليس أحد يقدر أن يعمل هذه الآيات التي أنت تعمل؛ إن لم يكن الله معه"(يوحنا ٣/ ٢).
وتحكي الأناجيل ما يؤكد أن هذه المعجزات لم تكن إلا هبة من الله، وكان المسيح يحذر أن لا يؤتاها في بعض المواطن، لذلك لما تقدم إلى لعازر الميت خاف أن لا يتمكن من صنع معجزة "قال بعض منهم: ألم يقدر هذا الذي فتح عيني الأعمى أن يجعل هذا أيضاً لا يموت؟ فانزعج يسوع أيضاً في نفسه"(يوحنا ١١/ ٣٧ - ٣٨).
وفي مرات أخر طلب منه الفريسيون آيات، فلم يقدر على صنعها، أو لم يصنعها