"فيسوع هذا أقامه الله"(أعمال ٢/ ٣٢)، ومنها "ورئيس الحياة قتلتموه الذي أقامه الله من الأموات "(أعمال ٣/ ١٥)، وكذا "المسيح الناصري الذي صلبتموه أنتم، الذي أقامه الله"(أعمال ٤/ ١٠).
وهكذا بطل الاستدلال بهذه العجيبة على ألوهية المسيح، ولكنها بحق أعجوبة عظيمة دفعها الله للمسيح ليقيم بها الحجة على نبوة هذا النبي العظيم، عليه صلوات الله وسلامه.
ج. معجزة شفاء المرضى
ويستدل النصارى على ألوهية المسيح - عليه السلام - بقدرته على شفاء المرضى، فيقول البابا أثناسيوس:"من ذا الذي يراه وهو يشفي الأمراض التي يخضع لها الجنس البشري ويستمر في ظنه عنه بأنه إنسان وليس إلهاً؟ فقد طهر البرص، وجعل العرج يمشون"(١).
لكن أثناسيوس ومن وافقه من النصارى المؤلهين للمسيح يعرضون عن ذكر الحقيقة التي ذكرها الكتاب، وهي أن المسيح كان يشفي المرضى بتأييد الله؛ لا بقوته الذاتية "يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة، الذي جال يصنع خيراً، ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس، لأن الله كان معه"(أعمال ١٠/ ٣٨)، فالله كان مع المسيح، ولم يكن المسيح (الله).
ولئن كان عيسى عليه السلام قد شفى الأبرص (انظر متى ٨/ ٣) فإن اليسع شفى أبرصاً، وأمرض آخر وذريته من بعده بالبرص "فأرسل إليه أليشع رسولاً يقول: اذهب واغتسل سبع مرّات في الأردن، فيرجع لحمك إليك، وتطهر ... فبرص نعمان يلصق بك وبنسلك إلى الأبد، وخرج من أمامه أبرص كالثلج"(الملوك (٢) ٥/ ١٠ - ٢٧).
د. التنبؤ بالغيوب
وقد تنبأ المسيح - عليه السلام - بكثير من الغيوب، فكانت كما قال، فقد أخبر التلميذان اللذان أرسلهما لذبح فصح العيد بما سيكون لهما (انظر مرقس ١٤/ ١٢ - ١٦)، وقد قال له بطرس:"يا رب أنت تعلم كل شيء"(يوحنا ٢١/ ١٧)، كما علم بأن الجحش المربوط في قرية بيت فاجي لم يركب عليه أحد، وهو كما يقول القس إبراهيم سعيد: "دليل جديد على أن المسيح يعلم بالغيب علماً دقيقاً مفصلاً، لا يقبل شكاً ولا تأويلاً،