وفي هذا برهان آخر على المجد الوضيع [هكذا] الذي كان يحف بالمسيح" (١).
لكن ليس المسيح وحده من قد تنبأ بالمغيبات، فقد تنبأ قبله يعقوب - عليه السلام - فقال لأبنائه: "اجتمعوا لأنبئكم بما يصيبكم في آخر الأيام ... " (انظر التكوين ٤٩/ ١ - ٢٧).
ومثل هذا كثير في الأسفار المقدسة. (انظر صموئيل (١) ١٩/ ٢٣ - ٢٤، الملوك (٢) ٤/ ٨ - ١٨، ٨/ ١٢ - ١٣، يوحنا ١١/ ٤٩ - ٥٢).
وقد جاء في وصف بلعام بن بعور المتنبئ الكافر الذي قتله موسى - عليه السلام - بأنه " الذي يسمع أقوال الله، ويعرف معرفة العلي، الذي يرى رؤيا القدير" (العدد ٢٤/ ١٦)، وذكرت الأسفار التوراتية عدداً من تنبؤاته التي تحققت.
ثم إن المسيح - عليه السلام - كما تنبأ بالغيوب فإنه عجز عن أُخر، وجهلها، إذ لم يعرف بالخبز وعدده (انظر متى ١٥/ ٣٤)، كما جهل موعد الساعة (انظر مرقس ١٣/ ٣٢ - ٣٣).
وينبه العلامة ديدات أنه لا يجوز للنصارى أن يذكروا شيئاً عن مغيبات أخبر عنها المسيح وهم ينسبون إليه الكذب - وحاشاه - عندما تنبأ بعودته السريعة قبل انقضاء جيله. (انظر مرقس ١٣/ ٢٦، ٣٠، متى ١٠/ ٢٣) وهو ما لم يحدث حتى يومنا هذا.
هـ. التسلط على الشياطين
وكذلك أوتي المسيح - عليه السلام - سلطاناً على الشياطين (انظر متى ١٢/ ٢٧ - ٢٨)، ولكنها معجزة قام بها غيره، فعندما اتهمه اليهود بأنه يخرج الشياطين بمعونة رئيسهم