للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعد أن تَطَرَّقَ الفَسَادُ إلى اللسان العربي (١).

أول من ألف كتابًا في هذا العلم أبو عبيدة معمر بن المثنى البصري (٢١٠ هـ) ولكن كتابه كان صغيرًا مُوجَزًا، وقد جمع أبو الحسن النضر بن شُميل المازني (٢٠٤ هـ) كتابًا أكبر منه، ثم صنف أبو عُبيد القاسم بن سَلاَّمٍ (٢٢٣ هـ) كتابًا أفنى فيه عمره، وابن قتيبة (٢٧٦ هـ) ثم الزمخشري (٥٣٨ هـ) كتابه " الفائق في غريب الحديث "، ثم مجد الدين المعروف بابن الأثير (٦٠٦ هـ) كتاب " النهاية في غريب الحديث والأثر " وقد ذَيَّلَ الأرموي كتاب " النهاية " هذا، واختصره السيوطي (٩١١ هـ) في كتابه " الدر النثير تلخيص نهاية ابن الأثير ".

٦ - عِلْمُ نَاسِخِ الحَدِيثِ وَمَنْسُوخُهُ:

وهو علم يبحث عن الأحاديث المتعارضة التي لا يمكن التوفيق بينها من حيث الحكم على بعضها بأنه ناسخ، وعلى بعضها بأنه منسوخ. فما ثبت تقدمه يقال له منسوخ وما ثبت تأخره يقال له ناسخ (٢).

والناسخ قد يعرف من رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كقوله: «كُنْت نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا، وَكُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُومِ الأَضَاحِيِّ فَوْقَ ثَلاَثٍ، فَكُلُوا مِنْهَا مَا بَدَا لَكُمْ» رواه " مسلم " عن بريدة (٣). وَقَدْ يُعْرَفُ الناسخ بالتأريخ


(١) راجع " الرسالة المستطرفة ": ص ١١٥ و " توضيح الأفكار ": ٢/ ٤١٢.
(٢) " المنهل الحديث ": ص ١١ وقارن بـ " الرسالة المستطرفة ": ص ٦٠.
(٣) " شرح النخبة ": ص ١٦.