للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأصح الأسانيد عنه ما رواه أهل الشام من طريق سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني عنه. وقد روي عنه (٢٨١) حَدِيثًا (١).

[١١ - سعد بن أبي وقاص:]

هو سعد بن أبي وقاص بن أُهَيْبٍ الزهري، ويكنى أبا اسحاق، أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأول من رمى بسهم في سبيل الله، وهو رابع السابقين إلى الإسلام، وكان إسلامه على يد أبي بكر وهو في السابعة عشرة من عمره.

شهد مع الرسول - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جميع الغزوات، وكان فيها جميعًا «فَارِسَ الإِسْلاَمِ»، وهو من بني زهرة الذين كانت آمنة أم النبي منهم، ولذلك قال فيه - عَلَيْهِ السَّلاَمُ -: «هَذَا خَالِي فَلْيُرِنِي امْرُؤٌ خَالَهُ».

وَلاَّهُ عمر بن الخطاب قيادة الجيش الذى سَيَّرَهُ لقتال الفرس، فهزمهم بالقادسية عام ١٥ هـ، وفي جلولاء عام ١٦هـ، وفتح المدائن، وبنى الكوفة عام ١٧هـ. وكان والي العراق في عهد عمر ثم في عهد عثمان. كان أحد الستة الذين عَيَّنَهُمْ عمر للخلافة. وقد اعتزل الفتنة الكبرى التي أسفرت عن مقتل عثمان، فلم يغادر بيته حتى توفي بِالعَقِيقِ عام ٥٥ هـ، ودُفِنَ بِالبَقِيعِ، وهو آخر من توفي من العشرة المبشرين بالجنة.

روى عن عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وخولة بنت


(١) ترجمة أبي ذر في " الإصابة ": ٧/ ٦٠، و" طبقات ابن سعد ": ٤/ ١٦١ - ١٧٥، و" حلية الأولياء ": ١/ ١٦٥.