وأصح الأسانيد عنه ما يرويه عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده عبد الله.
وتوفي عبد الله بن عمرو عام ٤٣هـ ليالي حصار الفسطاط (١).
[١٠ - أبو ذر الغفاري:]
هذه كنيته، أما اسمه فهو جُنْدُبُ بْنُ جُنَادَةَ، وهو منسوب إلى جده جُنَادَةَ الذي كان من غِفَارَ، وكان كِنَانِيًّا.
عُرِفَ عنه التعبد قبل مبعث النبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وكان خامس السابقين إلى الإسلام، ولم يتيسر له أن يهاجر إلا بعد غزوة الخندق. وهو ممن بايع النبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على ألا تأخذه في الحق لومة لائم، وأن يقول الحق وإن كان مُرًّا.
كان - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - زَاهِدًا لاَ يَدَّخِرُ قُوتًا لِلْغَدِ، ووقف في عهد عثمان يدعو إلى نوع من الاشتراكية في المال أملاه عليه شعوره الإنساني المرهف، وورعه العظيم، ولكن عثمان بن عفان لم يرق له ذلك فنفاه إلى الرَّبَذَةِ، فبقي فيها حتى توفي عام ٣٢ هـ في خلافة عثمان نفسه، وصلى عليه ابن مسعود الذي كان مَارًّا بالربذة في ذلك الحين.
روى عن عمر، وابن عباس، وابن عمر، وغيرهم.
وروى عنه: الأحنف بن قيس، وعبد الرحمن بن غنم، وعطاء وغيرهم.
(١) ترجمة عبد الله بن عمرو في " الإصابة ": رقم ٤٨٢٨، و" طبقات ابن سعد ": ٤ / ق ٢ ص ٨ - ١٣، و" حلية الأولياء ": ١/ ٢٨٣.