للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طَبَقَةُ التَّابِعِينَ:

عَرَّفُوا التَّابِعِيَّ بأنه من لقي صحابيًا مؤمنًا بالنبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ومات على الإيمان. ويشترط الخطيب البغدادي صحبة الصحابي، لا مجرد اللقاء فقط (١). وقد شهد الكتاب والسنة لهذه الطبقة بفضلها، فقال الله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [التوبة: ١٠٠]. وقال - عَلَيْهِ السَّلاَمُ -: «طُوبَى لِمَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي» وقال: «خَيْرُ القُرُونِ قَرْنِي، ثُمَّ الذِينَ يَلُونَهُمْ».

وآخر طبقات التابعين على رأي الحاكم من لقي آخر الصحابة موتًا، فآخرهم من لقي أبا الطفيل بمكة، والسائب بالمدينة، وأبا أمامة بالشام، وعبيد الله بن أبي أوفى بالكوفة، وأنس بن مالك بالبصرة (٢).

ويعتبر خلف بن خليفة المُتَوَفَّى سَنَةَ ١٨١ هـ (إحدى وثمانين ومائة) آخر التابعين موتًا، لأنه لقي في مكة آخر الصحابة موتًا أبا الطفيل عامر بن واثلة. ومن هنا قيل: إن عصر التابعين انقضى سنة ١٨١ هـ.

طَبَقَةُ أَتْبَاعِ التَّابِعِينَ:

تابع التابعي هو الذي لقي مؤمنًا بالنبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ومات على الإسلام.

وقد عدوا من هذه الطبقة الإمام مالك بن أنس والإمام الشافعي. أما أبو حنيفة فالأرجح أنه من التابعين لأنه لقي من الصحابة أنس بن مالك،


(١) قارن بـ " اختصار علوم الحديث ": ص ٢٣٢.
(٢) نفسه: ص ٢٣٠.