هو إمام أهل المدينة، وأمير المؤمنين في الحديث، مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي، نسبة إلى ذي أصبح من ملوك اليمن، وكان يكنى «أبا عبد الله»، وفيه يقول الإمام الشافعي:«مَالِكٌ حُجَّةُ اللهِ عَلَى خَلْقِهِ بَعْدَ التَّابِعِينَ». ويقول ابن حيان:«كَانَ مَالِكٌ أَوَّلُ مَنْ انْتَقَى الرِّجَالَ مِنَ الفُقَهَاءِ بِالمَدِينَةِ، مَع الفِقْهِ وَالدِّينِ وَالفَضْلِ وَالنُّسُكِ، وَبِهِ تَخَرَّجَ الشَّافِعَيُّ». وَيَقُولُ النَّسَائِيُّ:«مَا عِنْدِي أَنْبَلَ مِنْ مَالِكٍ، وَلاَ أُجِّل مِنْهُ، وَلاَ أَوْثَقَ، وَلاَ آمَنَ عَلَى الحَدِيثِ مِنْهُ، وَلاَ أَقُلَّ رِوَايَةً عَنْ الضُّعَفَاءِ. مَا عَلِمْنَاهُ حَدَّثَ عَنْ مَتْرُوكٍ إِلاَّ عَبْدَ الكَرِيمِ». (يريد عبد الكريم ابن أبي المخارق البصري نزيل مكة، لأنه كان حسن السمت، كثير التضرع، ولم يكن من أهل بلد مالك، فخفي عليه أمره، على أنه لم يخرج له إلا شيئًا من فضائل الأعمال، أو زيادة على متن).