للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

روى عن أبي بكر وعمر وعثمان والسيدة عائشة وشقيقته السيدة حفصة وعبد الله بن مسعود. وروى عنه كثيرون منهم سعيد بن المسيب والحسن البصري وابن شهاب الزهري وابن سيرين ونافع ومجاهد وطاووس وعكرمة.

توفي عام ٧٣ هـ. ويقال: إن الحجاج دَسَّ له رجلاً فسم ثم زُجَّ لرمح له ورجمه به في ظهر قدمه فمات متاثرًا بهذه الإصابة. وقد تكون وفاته طبيعية، ويكون الخبر عَارِيًا عن الصحة.

وأصح الأسانيد عنه ما يسمى بـ «سلسلة الذهب» وهي مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر.

وأضعفها: محمد بن عبد الله بن القاسم عن أبيه عن جده عنه (١).

[٣ - أنس بن مالك:]

هو ثالث الرواة المكثرين من الصحابة، فقد روى (٢٢٨٦) حَدِيثًا.

وهو خادم رسول الله الأمين، جاءت به أمه أُمُّ سُلَيْمٍ إلى النبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو ابن عشر سنين ليقوم على خدمته. وأبوه هو مالك بن النضر، ويتصل نسبه بابن عدي بن النجار. كان - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - يداعبه قائلاً: «يَا ذَا الأُذُنَيْنِ» ولم تكن معاملته له معاملة السيد لعبده، وكان أنس من أجل ذلك يقول: «لَمْ يَسْأَلْنِي صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَيْءٍ فَعَلْتُهُ لِمَ فَعَلْتَهُ، وَلاَ عَنْ شَيْءٍ تَرَكْتُهُ لِمَ تَرَكْتَهُ، بَلْ كَانَ يَقُولُ: " مَا شَاءَ اللهُ


(١) انظر ترجمة ابن عمر في " الإصابة " رقم ٤٨٢٥، و" تهذيب الأسماء ": ١/ ٢٧٨. وقارن بـ " طبقات ابن سعد ": ٤/ ١٠٥.