فكثرت العلوم المتعلقة بهذه الدراسة التحليلية، وانطوت جميعًا تحت اسم واحد هو «عُلُومُ الحَدِيثِ». ونحن فيما يلي نذكر عبارة موجزة عن أهم تلك العلوم.
١ - عِلْمُ الجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ:
من تلك العلوم «عِلْمُ الجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ» وهو علم يبحث عن الرُوَّاةِ من حيث ما ورد في شأنهم مما يشينهم أو يُزَكِّيهِمْ بألفاظ مخصوصة. وهو ثمرة هذا العلم والمرقاة الكبيرة منه (١).
وقد تكلم في هذا العلم كثيرون منذ عهد الصحابة إلى المتأخرين من المشتغلين بعلوم الحديث.
فمن الصحابة ابن عباس (٩٦ هـ) وأنس بن مالك (٩٣ هـ).
ومن التابعين الشعبي (١٠٤ هـ) وابن سيرين (١١٠ هـ).
وفي آخر عصر التابعين: الأعمش (١٤٨ هـ) وشُعبة (١٦٠ هـ) ومالك (١٧٩ هـ).
ويلي هؤلاء طبقة منها ابن المبارك (١٨١ هـ) وابن عيينة (١٩٧ هـ) وعبد الرحمن بن مهدي (١٩٨ هـ). ويبلغ هذا العلم الذروة عند يحيى بن معين (٢٣٣ هـ) وابن حنبل (٢٤١ هـ).
ومن الكتب الجامعة في الجرح والتعديل " طبقات ابن سعد " الزهري البصري (٢٣٠ هـ) ويقع في ١٥ مجلدًا. وقد اختصره السيوطي (٩١١ هـ) تحت
(١) كما يقول الحاكم في " معرفة علوم الحديث ": ص ٥٢ - النوع الثامن عشر -. وراجع في " الكفاية " باب الكلام على العدالة وأحكامها: ص ٨١ - ١٠١ وباب الكلام في الجرح وأحكامه: ص ١٠١.