من عبد الرزاق، ودخل الكوفة والبصرة والجزيرة ومكة والمدينة والشام.
روى عَنْ بِشْرٍ [بْنِ] المُفَضَّلِ الرَّقَاشِيُّ، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرزاق بن همام الصنعاني، وسليمان بن داود الطيالسي، وإسماعيل بن علية، ومعتمر بن سليمان البصري وغيرهم.
وروى عنه البخاري ومسلم وأبو داود ووكيع بن الجراح، ويحيى بن آدم الكوفي، وعلي بن المديني، وابن مهدي، وفيهم شيوخه وأقرانه وتلامذته.
توفي سَنَةَ ٢٤١ هـ عن سبع وسبعين سَنَةً، ومناقبه أعظم من أن تحصى (١).
[٢ - الإمام البخاري:]
هو الإمام الذي لا يجارى في حفظه للحديث وضبطه، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، ويكنى أبا عبد الله. أخذ يحفظ الحديث وهو دون العاشرة من عمره، فكتب عن أكثر من ألف شيخ، وحفظ مائة ألف حديث صحيح، ومئتي ألف غير صحيح، وهو مصنف الكتاب العظيم " الجامع الصحيح " الذي هو أصح الكتب بعد القرآن المجيد: سمعه من أكثر من سبعين ألفًا، وظل يشتغل في جمعه ست عشرة سَنَةً. وللحفاظ تعليقات على بعض أحاديثه، فقد انتقدوا منها (١١٠) خَرَّجَ منها مسلم (٣٢) حَدِيثًا، وانفرد هو منها بثمان وسبعين (٧٨). ويرى ابن حجر العسقلاني: أن هذه الأحاديث التِي أُخِذَتْ عَلَيْهِ
(١) ترجمة الإمام أحمد في " تاريخ بغداد ": ٤/ ٤١٢، و" الوفيات ": ١/ ١٧، و" الحلية ": ٩ ١٦١.