ولـ " صحيح البخاري " شروح كثيرة ذكر منها صاحب " كشف الظنون " اثنين وثمانين شَرْحًا (٨٢)، ولكن أفضلها شرح ابن حجر العسقلاني المسمى " فتح الباري " ويليه شرح القسطلاني " إرشاد الساري " ثم شرح العيني " عمدة القاري ".
وللبخاري مصنفات كثيرة، منها التواريخ الثلاثة " الكبير " و" الأوسط " و" الأصغر "، وكتاب " الكُنَى "، وكتاب " الوُحْدَانِ "، وكتاب " الأدب المفرد "،وكتاب " الضعفاء ". قال فيه الترمذي:«لَمْ أَرَ فِي العِلَلِ وَالرِّجَالِ أَعْلَمَ مِنَ البُخَارِيِّ». وقال ابن خزيمة:«مَا رَأَيْتُ تَحْتَ أَديمِ السَّمَاءِ أَعْلَمَ بِحَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيَّ». وجاءه مسلم بن الحجاج فقبله بن عينيه وقال:«دَعْنِي أُقَبِّلُ رِجْلَيْكَ يَا أُسْتَاذَ الأُسْتَاذِينَ، وَسَيِّدَ المُحَدِّثِينَ، وَيَا طَبِيبَ الحَدِيثِ فِي عِلَلِهِ». ولعلنا لم ننس ما رويناه في (بحث الحديث المقلوب) حين قلب عليه علماء بغداد مائة حديث فَرَدَّ كل متن إلى إسناده، وكل إسناد إلى متنه، وأدهش العلماء بحفظه وضبطه. وفي سبيل ضبط الحديث وحفظه رَحَلَ البخاري إلى الشام ومصر وبغداد والكوفة والجزيرة والحجاز والبصرة.
روى البخارى عن الضحاك بن مخلد أبي عاصم النبيل، ومكي بن إبراهيم الحنظلي، وعبيد الله بن موسى العبسي، وعبد القدوس بن الحجاج، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وغيرهم.
وروى عنه كثيرون أشهرهم: الترمذي، ومسلم، والنسائي، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، ومحمد بن أحمد الدولابى. وآخر