للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عَلَيَّ فُسْطَاطًا، وَلاَ تَمْشِ مَعِي بِنَارٍ، وَلاَ تُبْكِيَنَّ عَلَيَّ نَائِحَةً، وَلاَ تُؤَذِّنْ بِي أَحَدًا».

ولقد توفي الزاهد العابد، والعالم العامل، أبو سعيد الخدري عام ٧٤ هـ (١).

ثَانِيًا - بَعْضُ مَشَاهِيرِ الصَّحَابَةِ:

[٨ - عبد الله بن مسعود:]

هو عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي، وكنيته أبو عبد الرحمن. كان سادس السابقين الأولين إلى الإسلام، وهاجر إلى الحبشة مرتين، وحضر جميع الغزوات مع رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وفي غزوة بدر أجهز على أبي جهل، فشهد له الرسول بالجنة. وقال - عَلَيْهِ السَّلاَمُ -: «خُذُوا القُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ (يَعْنِي ابْنِ مَسْعُودٍ) وَسَالِمٍ، مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ». وهو المراد بـ «عبد الله» عند الإطلاق في اصطلاح المحدثين.

كان دقيق الساقين، فكان بعض الصحابة يضحكون من ذلك، فقال - عَلَيْهِ السَّلاَمُ -: «وَالذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُمَا أَثْقَلُ فِي المِيزَانِ مِنْ جَبَلِ أُحُدٍ». وقد وَلاَّهُ عمر على القضاء وبيت المال في الكوفة، فكان رمزًا للتقى والورع والعفاف.

أصح الأسانيد عنه، ما رواه سفيان الثوري، عن منصور بن المعتمر


(١) انظر ترجمة أبي سعيد في " تهذيب التهذيب ": ٢/ ٤٧٩، و" حلية الأولياء ": ١/ ٣٦٩، و" صحفة الصفوة ": ١/ ٢٩٩.